شهدت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تركيا تحركاً جديداً في العلاقات بين البلدين، حيث تم التركيز على تعزيز التعاون في مجالات متعددة وتعميق الحوار حول القضايا الإقليمية. تُعد هذه الزيارة الأولى للسيسي إلى تركيا منذ توليه الرئاسة في عام 2014، وفتحت آفاقاً جديدة للصداقة بين القاهرة وأنقرة.
المزيد من المشاركات
أظهرت المباحثات بين السيسي ونظيره التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة توافقاً في الآراء بشأن القضايا الإقليمية، بما في ذلك الأوضاع في غزة والانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الفلسطينيين، بالإضافة إلى الأزمات في سوريا والسودان والقرن الأفريقي. ومع ذلك، برزت اختلافات نسبية حول الوضع في ليبيا، خصوصاً فيما يتعلق بالوجود الأجنبي والميليشيات.
وخلال الاجتماع الأول للمجلس الاستراتيجي رفيع المستوى، تم توقيع مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين مصر وتركيا، تغطي مجالات الطاقة والصناعة والنقل والتجارة والاستثمار والتعاون المالي والدفاعي. وقد أعرب الرئيسان عن تفاؤلهما بأن تسهم هذه الاتفاقيات في تعزيز التعاون بين البلدين في المستقبل القريب.
أكد الرئيس السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك في أنقرة أنه ناقش مع الرئيس أردوغان الأوضاع الراهنة في السودان، مشيراً إلى أنه قدم له تفاصيل الجهود المصرية المبذولة بالتعاون مع الأطراف المختلفة لوقف إطلاق النار وتعزيز الحلول السياسية. كما تناول السيسي الوضع في الصومال، حيث اتفق مع أردوغان على أهمية الحفاظ على وحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه في مواجهة التهديدات.
تأتي زيارة السيسي إلى تركيا في وقت حرج، حيث تواجه المنطقة تحديات سياسية واقتصادية متزايدة، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة في غزة منذ أكتوبر الماضي، بالإضافة إلى الأزمات في السودان وليبيا. وقد أشار القيادي في حزب “مستقبل وطن” رشاد عبد الغني إلى أهمية تعاون مصر وتركيا كقوتين مؤثرتين لوضع استراتيجيات فعالة لمواجهة الأزمات المتعددة التي تهدد الأمن والسلام في المنطقة.
