صراع السودان: هل تحمل دعوة بايدن بصيص أمل؟
يعاني السودان منذ عام ونصف من أزمات عميقة، حيث يسعى جاهداً للعثور على حلول تخفف من جراحه المستمرة في ظل الصراع القائم. فهل ستكون دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن خطوة نحو إنهاء هذه المعاناة؟
في يوم الثلاثاء الماضي، دعا بايدن الأطراف المتنازعة في السودان إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، في محاولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 17 شهراً.
استجاب قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (المعروف بـ”حميدتي”)، بسرعة، معربين عن استعدادهما للبحث عن حلول سلمية للصراع المستمر منذ منتصف أبريل من العام الماضي.
التحركات الأمريكية
تظهر تصريحات الكاتب والمحلل السياسي أمير بابكر أن الولايات المتحدة قد وضعت ثقلها في مواجهة الوضع المأساوي في السودان. وأكد بابكر أن دعوة بايدن جاءت بعد جهود مكثفة من المبعوث الأمريكي، توم بييريلو، وتزامنت مع زيارة وزير الخارجية، أنطوني بلينكن، إلى القاهرة، مما يدل على الإعداد الجيد لهذه الدعوة.
ورأى بابكر أن ردود فعل الطرفين كانت سريعة وإيجابية، مما يعكس ضغط المجتمع الدولي والإقليمي على الأطراف للتفاعل بشكل إيجابي مع الجهود المبذولة.
البرهان وحميدتي: مواقف متباينة
فيما أعرب البرهان عن استعداد الحكومة لاستقبال جميع الجهود الهادفة لإنهاء الحرب، أبدى دقلو التزامه بمفاوضات وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن السلام يتحقق من خلال الحوار وليس العنف.
أزمة إنسانية متفاقمة
تشير الأمم المتحدة إلى أن السودان يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث أسفرت الحرب عن مقتل حوالي 20 ألف شخص وتهجير أكثر من 10 ملايين.
على الرغم من محاولات سابقة للتوصل إلى اتفاقات، لم يتمكن الطرفان من تحقيق تقدم ملموس. ويعكس الوضع القائم الحاجة الملحة لتدخل دولي فعال، مع تحذيرات من تفاقم الأوضاع الإنسانية.