تقييم العمليات العسـ ـكرية في الخرطوم من منظور المتقاعدين العسكريين
كشفت مصادر عسكرية رفيعة عن تفاصيل تقدم الجيش السوداني في الخرطوم ومدينة بحري، حيث تمكن من استعادة مواقع متقدمة خلال عملية عسكرية مفاجئة نفذت فجر يوم الخميس. وأفادت المصادر بأن العملية باغتت قوات الدعم السريع، بينما أشار ضباط متقاعدون إلى أن القوات المسلحة تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات خلال معركة 26 سبتمبر، نتيجة عدم وجود عنصر المفاجأة وانقطاع سلاسل الإمداد، مما جعل تحركات الجيش واضحة.
في بيان أصدره الضباط المتقاعدون يوم الجمعة، أشاروا إلى أن المعارك التي وقعت تمثل الأولى من نوعها التي تشنها القوات المسلحة بشكل متزامن منذ بداية النزاع قبل عام ونصف. وأكد البيان أن الجيش حاول فتح عدة محاور في العاصمة عبر جسور على النيلين الأبيض والأزرق، بهدف التواصل مع قوات القيادة العامة والمدرعات. وأوضحوا أن الهدف من هذا التحرك كان كسر الحصار المفروض على معسكرات القوات المسلحة في القيادة العامة والكدرو.
كما أشار الضباط إلى أن القوات المسلحة حشدت عددًا كبيرًا من الجنود في سرية تامة في محاور أمدرمان، لكن عدم توفر عنصر المفاجأة أعاق القوة المتحركة. وأكد البيان أن قوات العدو كانت على دراية بالتحركات، مما أدى إلى خسائر فادحة في صفوف الجيش.
بينما امتنعت القوات السودانية عن تقديم تفاصيل حول العملية العسكرية، أكدت المصادر أن الجيش نفذ عملية برية موسعة في الخرطوم وخرطوم بحري، مما مكنه من اتخاذ مواقع جديدة بعد عبور جسري النيل الأبيض والحلفايا. وأفادت المصادر بأن العمليات العسكرية استمرت، مدعومة بغارات جوية وقصف مدفعي استهدف مواقع الميليشيات.
وذكرت المصادر أن وحدات مشاة الجيش بدأت عبور الجسور فجر الخميس، بينما وصلت وحدات أخرى إلى الخرطوم بحري عبر زوارق. وأوضح الضباط المتقاعدون في بيانهم أن المعارك بدأت في وقت مبكر، مما أدى إلى إرباك القوات المدافعة وتدمير خطوطها الأمامية.
تقدمت القوات عبر محور السلاح الطبي شرقًا، لكنها واجهت تحديات كبيرة في التقدم بسبب كثافة وجود القناصة. كما حدث هجوم آخر عبر كبري الفتيحاب، لكن هذا المحور شهد كثافة نيران أجبرت القوات على التراجع.
وأشار الضباط المتقاعدون إلى أن القوات المسلحة تحركت من القيادة العامة نحو شارع النيل، ونجحت في الوصول إلى كبري المك نمر، لكن افتقارهم لخطوط الإمداد المفتوحة أعاق تقدمهم، مما أدى إلى انسحابهم بعد تكبدهم خسائر.
في منطقة بحري، تقدمت قوات الجيش في الكدرو نحو كبري الحلفايا، لكنها واجهت مقاومة شديدة من قوات الدعم السريع. كما فشلت القوات القادمة من أمدرمان في تأمين المنطقة الشرقية من كوبر الحلفايا، مما زاد من خسائرهم.
أفاد البيان بأن المعارك توقفت مؤخرًا، مع استمرار أصوات القصف المتبادل. وأكد الضباط المتقاعدون أن القوات المسلحة تكبدت خسائر كبيرة بسبب غياب عنصر المفاجأة، مما أثر سلبًا على جهودهم خلال الأشهر الستة الماضية.
اختتم البيان بالتأكيد على أن القوات المسلحة فقدت عددًا كبيرًا من الضباط والجنود والمعدات، داعين إلى فصل إدارة العمليات العسكرية عن تأثير وسائل الإعلام ومطالب الاستعراضات، لتجنب تنفيذ هجمات غير مدروسة قد تؤدي إلى خسائر يصعب تعويضها.