تقدم للجيش في بحري و غموض بالمقرن : التفاصيل
تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منطقة المقرن وسط العاصمة الخرطوم، حيث دخلت المعارك يومها الرابع صباح الأحد. كما شهدت منطقة سلاح المدرعات اشتباكات مكثفة باتجاه اللاماب جنوبي الخرطوم. وفي إطار هذه المعارك، نفذ الجيش غارة جوية على مواقع قوات الدعم السريع في حي المعمورة، بينما ردت الأخيرة بقصف مدفعي ثقيل على مواقع الجيش بشكل متقطع.
وفي مساء يوم السبت، احتفلت عدة مدن سودانية تحت سيطرة الجيش، بالإضافة إلى بعض الأحياء في القاهرة التي تضم جالية سودانية كبيرة، بعد ورود أنباء عن استعادة الجيش السيطرة على مصفاة الجيلي شمال الخرطوم. إلا أن مصادر عسكرية متعددة نفت هذه الأنباء، مما أثار تساؤلات حول الوضع الفعلي في المنطقة.
من جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع في بيان رسمي أنها تمكنت من صد هجوم الجيش الذي كان يهدف للتقدم عبر محور مصفاة الجيلي، مؤكدة أنها كبدت القوات المهاجمة خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، وتابعت مطاردتها حتى بوابات مدينة شندي.
وذكرت صفحة لجان مقاومة حجر العسل على موقع فيسبوك أن قوات الدعم السريع سيطرت على مناطق جنوب حجر العسل بعد انسحاب الجيش من تلك المناطق، متهمة الأخيرة بممارسة أعمال النهب وترويع المواطنين، مشددة على ضرورة عدم زج المدنيين في هذه الصراعات. كما أدانت هذه الأفعال، محذرة من العواقب المحتملة.
في سياق متصل، أفادت الصفحة بأن قوات الدعم السريع هاجمت مستشفى السقاي الريفي باستخدام ثلاث عربات مقاتلة تحمل 13 فردًا، وقامت بنهب ممتلكات الأطباء والعاملين وذوي المرضى، مبررة ذلك باستقبال المستشفى لعدد من مصابي الجيش. ومن المتوقع أن يشن الجيش هجومًا جديدًا على مصفاة الجيلي لضمان التنسيق بين القوات القادمة من نهر النيل وقوات الكدرو وأمدرمان.
وقد أفادت مصادر متعددة بأن جيش أمدرمان قد اندمج مع جيش منطقة الكدرو، حيث توسع في مناطق الحلفايا ونجح في الوصول إلى محطة الكيلو ومنطقة البراحة، مع التمدد جنوبًا عبر شارع المعونة. كما أظهرت صفحات موالية للجيش على وسائل التواصل الاجتماعي توجه القوات نحو أحياء شمبات والأراضي الصافية وأجزاء من المزاد، بينما قامت قوات الدعم السريع بالانسحاب نحو امتداد شمبات.
وفي منطقة المقرن، سادت حالة من الغموض مع استمرار المعارك العنيفة في الصباح، حيث نشر كل طرف مقاطع فيديو تؤكد سيطرته على الوضع. كما شنت قوات الدعم السريع هجمات مدفعية على مناطق في أمدرمان، مما أدى إلى وقوع العديد من الإصابات بين المواطنين، حيث يتم حاليا حصر الأعداد المتضررة.
وعادت خدمات الاتصالات والإنترنت في أمدرمان يوم السبت بعد انقطاع استمر لأكثر من 48 ساعة، مما أتاح للسكان استعادة التواصل مع العالم الخارجي. وفي شمال دارفور، شهدت مدينة الفاشر صباح الأحد هدوءًا نسبيًا، رغم استمرار القصف المدفعي بشكل محدود، مما يعكس حالة من التوتر المستمر في المنطقة.