هيثم مصطفى يشعل منصات التواصل في السودان
متابعات _ موجز الأحداث _ تصدّرت تدوينة حادّة للنجم الكروي السابق هيثم مصطفى المعروف بـ«البرنس» وسائل التواصل الاجتماعي في السودان، وأثارت موجة جدل واسعة امتدّت بين مؤيّدٍ لندائه بالمحاسبة، ومعارضٍ يدعو إلى مواقف مختلفة تجاه ملف العفو والتسويات.
في تدوينته المتداخلة بالعاطفة والغضب، رفض هيثم أيّ «تسوية» أو «عفو» بحق عناصر الميليشيا، واعتبر أن أي تنازل عن حقّ الضحايا «خيانةٌ للدماء» و«طعنةٌ في خاصرة الوطن». وتوجّه بخطاب حادّ إلى المسؤولين والدبلوماسيين قائلاً إن الشعب يرفض التطبيع مع من ارتكبوا أعمال نهب واغتصاب وتهجير، مطالباً بـ«عدالة حقيقية» بدل أي مصالحة تُقدّم على حساب حياة المدنيين وكرامتهم.
تفاعل واسع رافق التدوينة، إذ أيده عدد كبير من روّاد المواقع الذين رأوا فيها تعبيراً عن غضب شعبي متراكم، بينما انتقدها آخرون محذّرين من توظيف المشاعر في صراعات سياسية قد تُعقّد مسارات التسوية أو الجهود الرامية لتهدئة البلاد. وبرزت تعليقات من شخصيات عامة وسياسية ورياضية تناولت مضمون الرسالة وإطارها الأخلاقي والسياسي.
الموقف الذي عبّر عنه «البرنس» يعكس استياءً شعبياً متزايداً إزاء أي محاولات تسوية تبدو مريحة لمذنبي الحرب دون آليات محاسبة شفافة تُناهض الإفلات من العقاب، وهو ما يضع صانعي القرار أمام معادلة صعبة بين الحاجة إلى استقرار سياسي سريع وبين مطالب العدالة الانتقالية ومحاسبة مرتكبي الجرائم.
يأتي ذلك في وقت لا تزال فيه البلاد تمرّ بمرحلة حساسة جرّاء استمرار النزاع، وتوالي تقارير عن انتهاكات طالت مدنيين ومؤسسات، ما يجعل ملف العفو والسياسة الجنائية موضوعاً ذا حساسية وطنية واهتمام مجتمعي واسع.
حقوقيون ومراقبون أكدوا بدورهم على ضرورة فتح حوار وطني شامل يُوازن بين السعي لإنهاء العنف وحفظ الأمن وبين مبدأ المساءلة القانونية حفاظاً على حقوق الضحايا وردع الانتهاكات مستقبلًا. واعتبروا أن أي مسار سياسي لا يتضمن آليات قضائية ومؤسسية قوية سيواجه رفضًا شعبياً قد يعيد إنتاج دورة من الاحتقان وعدم الثقة.
في ختام تدوينته، كرّر هيثم مصطفى التمسّك بموقفه: «إما عدالة حقيقية، أو لا سلام يُشرّع على حساب دمائنا» — صيغة لخصت حالة الإحباط والغضب لدى شريحة واسعة من المجتمع تجاه ما يُنظر إليه تنازلات قد تشرعن الإفلات من العقاب.
تبقى التدوينة نقطة اشتعال في نقاش أوسع حول مستقبل المسارات السياسية في السودان، ومؤشراً على أن صوت الشارع، وممثلوه من الفاعلين الثقافيين والرياضيين، صار له تأثير مباشر على فضاءات النقاش الوطني حول العدالة والسلام.











