“صبراً الفاشر.. قادمون”.. منشور غامض من الجيش يثير تفاعلاً واسعاً ويكشف ملامح معركة كبرى في دارفور
متابعات _ موجز الأحداث

“صبراً الفاشر.. قادمون”.. منشور غامض من الجيش يثير تفاعلاً واسعاً ويكشف ملامح معركة كبرى في دارفور
متابعات _ موجز الأحداث _ أثار منشور غامض على الصفحة الرسمية لـ”القوات المسلحة السودانية” تفاعلاً واسعاً بعد أن أرفق بصورة لرئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، أثناء لقائه بالنازحين من مدينة الفاشر في مدينة الدبة بالولاية الشمالية، مرفقاً بعبارة مقتضبة: “صبراً الفاشر.. قادمون بإذن الله.”
ويُعد المنشور إشارة ضمنية إلى استعدادات عسكرية مرتقبة في محاور كردفان ودارفور، ضمن ما وصفته مصادر عسكرية بخطة “التحرير الشامل” التي تعكف قيادة الجيش على تنفيذها خلال الأيام المقبلة. ووفقاً للمصادر، تمت إعادة الفريق أول ركن ياسر العطا إلى قيادة القوة الجوالة، في حين كُلّف الفريق أول ركن شمس الدين كباشي بقيادة متحركات الخرطوم عقب استعادتها، كما كلف البرهان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي بقيادة متحركات الإقليم لتحرير المدن من سيطرة المليشيا المتمردة.
المنشور جاء بعد زيارة مؤثرة أجراها البرهان للنازحين القادمين من الفاشر، حيث التُقطت له صور وهو يحتضن امرأة نازحة انهارت بالبكاء، في مشهد أثار تفاعلاً واسعاً داخل السودان وخارجه. واعتبر كثيرون أن المشهد تجاوز الرمزية السياسية ليعبر عن تضامن إنساني في لحظة مأساوية يعيشها آلاف النازحين جراء الحرب.
الصحفية أم وضاح وصفت الصورة بأنها “عناق وطن لمواطنته”، وكتبت معلقة: “المرأة أمام البرهان كانت تحمل على كتفيها كل الفاشر.. الوجع والاحتراق والصبر، والبرهان اختصر المشهد بلا كلمات، فبعض الألم لا يُسأل عنه.” وأضافت أن الصورة تمثل رسالة ثبات من قائدٍ لا يواسي بالكلام، بل بالفعل والموقف.
في المقابل، وجّهت تنسيقية لجان المقاومة بمدينة الفاشر انتقادات حادة لقيادات دارفور السياسية والعسكرية، معتبرة أن غيابهم عن مشهد النازحين في الدبة “وصمة عار”، وقالت في بيانها إن “من صعدوا إلى المناصب باسم قضية دارفور ومعاناة أهلها لم يكلّفوا أنفسهم حتى عناء الحضور للوقوف مع الضحايا.”
واعتبرت التنسيقية أن “كثيراً من هؤلاء القادة أصبحوا انتهازيين لا يمثلون دارفور بل مصالحهم الخاصة.”
ويرى مراقبون أن منشور القوات المسلحة يأتي كرسالة عسكرية وسياسية في آنٍ واحد — تحمل وعداً بالتحرك نحو دارفور، وإشارة رمزية بأن معركة الفاشر لم تنتهِ بعد.











