أفادت تنسيقية معسكر زمزم للنازحين أن القوة المشتركة للحركات المسلحة التي تقاتل إلى جانب الجيش قامت بإنشاء نقاط ارتكاز داخل المخيم، بعد انسحاب عناصرها من مدينة الفاشر. قال النازح هارون آدم خاطر، البالغ من العمر 50 عامًا، لـ “دارفور24″، إن النازحين يشعرون بالقلق بسبب التقارير التي تشير إلى دخول عناصر من القوة المشتركة إلى المخيم بعد انسحابهم من الفاشر، رغم عدم وجود أي قوة أو ارتكاز داخل المعسكر.
وأضاف: “النازحون في المخيم هربوا نتيجة انعدام الأمن في مناطقهم الأصلية في أوقات مختلفة، وكان آخرها الاشتباكات التي تشهدها الفاشر منذ مايو الماضي. كيف يمكن لهم أن يسمحوا بدخول أحد أطراف النزاع إلى المخيم ليؤسس قاعدة للوصول إليهم وإدخالهم في الحرب التي هربوا منها؟” وتساءل: “إلى أين سنذهب مرة أخرى إذا انتقلت الحرب إلى المعسكر؟” طالب خاطر، الذي هرب من قرية سوسوا في محلية طويلة بسبب حرب دارفور الأولى في 2003-2004، وسائل الإعلام والسياسيين بضرورة مراعاة مشاعر النازحين الذين هربوا من الحرب ويعيشون في معسكرات النزوح.
من جانبها، قالت النازحة علوية إبراهيم عيسى، البالغة من العمر 40 عامًا، إنها لم ترَ أي قوة جديدة تدخل المخيم أو أي نقطة ارتكاز جديدة في مخيم زمزم. قالت لـ “دارفور24” إنها هجرت مع أطفالها الثلاث من منطقة الوحدة جنوبي الفاشر قبل أربعة أشهر، حيث تعيش الآن في العراء بالقرب من مركز شرطة مخيم زمزم.
وفي هذا السياق، قال العمدة أحمد نور لـ “دارفور24”: “لقد تابعنا بيان تنسيقية معسكر زمزم للنازحين، لكن لم نجد أي وجود أو مجموعة من القوة المشتركة قد دخلت المعسكر قادمة من الفاشر”. وأضاف: “هناك تحذيرات ومخاوف حتى من المنظمات الإنسانية التي تنشط في مخيم زمزم، لكننا طلبنا منهم زيارة المكان بأنفسهم للتحقق من الحقائق حول المواقع الدفاعية والنقاط الجديدة للقوات المشتركة التي انسحبت من الفاشر، بالإضافة إلى البوابات الرئيسية في المخيم التي تعود لأكثر من ثلاثة أعوام، أي قبل تأسيس القوات المشتركة نفسها.” نفى مصدر من القوة المشتركة – الذي فضل عدم الكشف عن هويته – لـ “دارفور24″، حدوث انسحاب لأي قوات من القوة المشتركة من محاور القتال في الفاشر، مؤكدًا عدم وجود أي نقاط ارتكاز لقواتهم في المخيم.
قال آدم رجال، المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين في دارفور، في بيان له، إن الانتهاكات ضد النازحين في المخيمات تستمر بوتيرة تدعو إلى الفزع، مما يدل على وجود نوايا خبيثة لدى بعض أطراف النزاع، حيث يتم نقل ساحات المعارك إلى مناطق ذات كثافة سكانية عالية، وإقامة نقاط عسكرية داخل مخيمات النازحين. تشهد مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، في الوقت الراهن زيادة في القتال بين الجيش والقوات المشتركة وقوات الدعم السريع، مع ارتفاع ملحوظ في أعداد النازحين داخلياً.