محمية عمرها 200 عام ضحية جديدة لصناعة الفحم….
أفاد مختصون في مجال البيئة لراديو دبنقا بزيادة مقلقة في عمليات قطع الأشجار بشكل غير قانوني في ولاية الجزيرة، مما أثار قلقاً واسعاً بسبب تأثير هذه الممارسات على البيئة المحلية. وأوضحوا أن العديد من السكان يلجأون إلى قطع الأشجار بغرض بيع الفحم، حيث وصل سعر الجوال الواحد إلى 50 ألف جنيه، وذلك في ظل الضغوط الاقتصادية المتزايدة.
وفقًا للإحصائيات، تم قطع حوالي 300 شجرة في غابة “أم سنط” ومحمية بارونة، والتي تحتوي على أشجار يزيد عمرها عن 200 عام، ما يعكس الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات سريعة لحماية هذه الموارد الطبيعية.
تأثير الحرب على البيئة
أكد الدكتور عبد الرحمن عيسى في تصريحاته لراديو دبنقا أن الحرب التي انتقلت إلى ولاية الجزيرة في ديسمبر الماضي، تسببت في كوارث بيئية متتالية. وأبرز هذه الكوارث هو الاعتداء على البيئة من خلال قطع الأشجار في مناطق متعددة، وخاصة في مدينة ود مدني، مما أثر سلباً على التنوع البيولوجي.
وأشار إلى أن عمليات القطع شملت غابات قريبة من نهر النيل، واستهدفت أشجاراً معمرة ونادرة مثل الحراز، السنط، الطلح، واللالوب، ما تسبب في تدهور البيئة الطبيعية التي كانت قائمة منذ عقود.
تدخل قوات الدعم السريع وتفاقم الوضع
أوضح عيسى أن قوات الدعم السريع تدخلت لمحاولة احتواء الوضع، إلا أن الأضرار البيئية كانت جسيمة. ورغم أنهم ليسوا مسؤولين بشكل مباشر عن هذه الأضرار، كان من المفترض عليهم كسلطة فعلية اتخاذ خطوات لحماية البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية في المنطقة.
مخاوف من كوارث بيئية مستقبلية
أعرب الدكتور عيسى عن مخاوفه من استمرار القطع الجائر للأشجار، محذرًا من إمكانية وقوع كوارث بيئية في المستقبل القريب. ودعا الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه الممارسات التي تهدد البيئة.
وأشار إلى أن جهود التواصل مع الجهات المحلية تهدف إلى تشجيع المواطنين على حماية البيئة وزيادة وعيهم بأهمية الغطاء النباتي والمخاطر المترتبة على القطع العشوائي للأشجار.