موجز الاحداث

العطا يثير التساؤلات.. هل يسعى لانقلاب ناعم ضد البرهان؟

0

في الفترة الأخيرة، أثار الفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش السوداني، الكثير من الجدل بتصريحاته المتناقضة في مناسبات متعددة، مما أثار تكهنات حول نواياه في السعي لتولي قيادة الجيش بدلاً من القائد الحالي عبد الفتاح البرهان. هذه المواقف المتضاربة دفعت البعض إلى التساؤل عما إذا كان العطا يخطط لـ”انقلاب ناعم” في البلاد.

وتأتي هذه التكهنات في ظل تزايد الحديث عن وجود تنسيق غير معلن بين الجنرال العطا وبعض قادة حزب المؤتمر الوطني، الذي كان يحكم البلاد في عهد الرئيس السابق عمر البشير. يبدو أن هناك توافقًا بينهم لاستغلال الوضع الحالي للجيش السوداني كفرصة للعودة إلى السلطة.

هذا التحرك يثير قلقًا متزايدًا في الأوساط السياسية والعسكرية، حيث يخشى أن يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في السودان. تبقى التساؤلات مفتوحة حول مستقبل القيادة العسكرية في البلاد وما إذا كانت هذه التطورات ستؤدي إلى تغييرات جذرية قريبًا.

الفريق ياسر العطا، خلال ظهوره في مناسبات متعددة، أطلق تصريحات تتعارض أحيانًا مع مواقف جنرالات آخرين في الجيش. هذا أدى إلى زيادة التكهنات حول طموحاته في أن يحل محل البرهان، وإمكانية تحضيره لانقلاب سياسي داخلي.

وتزامن ذلك مع تقارير عن وجود توافق غير رسمي بين العطا وبعض قادة المؤتمر الوطني، بهدف دعم خططهم لاستعادة السلطة من خلال استغلال الجيش السوداني. وأدلى العطا بتصريحات تعزز تلك الأفكار، تتماشى مع الرؤى السياسية للنظام السابق، حيث ظهر في عدة مناسبات بجانب ميليشيات إسلامية تدعم الجيش، مما يعكس دعمه لها في داخل المؤسسة العسكرية.

في أحدث التوترات بين البرهان والعطا، برزت خلافات علنية الأسبوع الماضي حول مسألة التفاوض لإنهاء النزاع. البرهان أعلن استعداده للمفاوضات استجابة لدعوة أمريكية، في حين أصر العطا على استمرار القتال ضد قوات الدعم السريع. هذه الخلافات زادت من الشكوك حول التوجهات داخل القيادة السودانية ومدى تأثير الجماعات الإسلامية على قرارات الجيش.

العطا تحدث علنًا ضد التفاوض خلال لقاء مع جنود الجيش، حيث أشاد بقائد كتيبة البراء بن مالك، المصباح أبوزيد طلحة، الذي يقود ميليشيا إسلامية مدعومة من بقايا نظام البشير. هذه الميليشيا تعرضت لانتقادات بسبب انتهاكاتها لحقوق المدنيين، وتتمتع بتأثير كبير على الجيش بفضل دعم العطا لها.

من جهة أخرى، البرهان رحب بدعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن للعودة إلى طاولة المفاوضات. هذا الموقف اعتبر محاولة للحصول على الشرعية الدولية، خاصة مع سعيه لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كممثل شرعي للسودان.

المحلل السياسي عمار الباقر يرى أن العطا يتبع أجندة النظام القديم ويستخدم دعمه من الإسلاميين في الجيش لتحقيق طموحاته الشخصية. وأوضح الباقر أن العطا يعتمد على تيار الإسلاميين داخل الجيش ويرى فيهم فرصة للوصول إلى قيادة الجيش بدلاً من البرهان.

في حين أن البعض يتوقع أن العطا قد يسعى على المدى البعيد للوصول إلى القيادة، يرى المحللون أنه يدرك أن القيام بانقلاب في الوقت الحالي قد يؤدي إلى نتائج كارثية، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه الجيش، مثل قوات الدعم السريع.

كما كشفت مصادر من قوات الدعم السريع عن خطة مزعومة يقودها “الإخوان” للإطاحة بالبرهان وعدد من المقربين منه، من بينهم شمس الدين الكباشي، وذلك بالتعاون مع العطا الذي وعدته الجماعة بالقيادة إذا نجح في هذا المسعى.

المحلل السياسي صلاح حسن جمعة يرى أن التناقض الظاهري بين البرهان والعطا هو جزء من استراتيجية “تقسيم الأدوار”، حيث يعمل العطا كمنسق مع الجماعات الإسلامية لضمان عدم وجود مفاوضات مع قوات الدعم السريع. وأضاف أن هذا التنسيق يهدف إلى إقناع الإسلاميين بأنهم لا يزالون شركاء في المعركة.

في الوقت الذي يصدر فيه الجيش تصريحات متضاربة حول الحرب والمفاوضات، يبدو أن البرهان والعطا يتبعان استراتيجية تهدف إلى الضغط على المجتمع الدولي وكسب الوقت، مما يزيد من التوترات بين الجماعات الإسلامية والقوات المسلحة.

تصريحات العطا الأخيرة تتزامن مع وثائق سابقة تشير إلى ضرورة خروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة إلى حكومة مدنية، وهي رؤية تتماشى مع مطالب القوى السياسية لمعالجة الأزمة في البلاد.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.