ذكرت صحيفة العربي الجديد، جريدة قطرية تصدر من لندن، نقلا عن مصادر لم تسميها أن الإمارات قامت بجهود مكثفة مؤخراً لإقناع القاهرة بتغيير موقفها تجاه قوات الدعم السريع، والسماح بالتفاهم معها، بالإضافة إلى تقليل الحديث عن دعم مصر للجيش السوداني في النزاع القائم.
ومع ذلك، لم تسفر هذه الجهود عن نتائج إيجابية، مما أدى إلى تصاعد التوترات الكلامية بين قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والمسؤولين المصريين. وقد زعمت قوات الدعم السريع في بيان لها أنها تمكنت من “أسر” مجموعة من “المرتزقة المصريين” الذين يقاتلون إلى جانب الجيش السوداني.
وأفادت الصحيفة بأن هناك اتصالات مكثفة جرت بين مصر والإمارات خلال الأيام الأخيرة، بهدف التوصل إلى اتفاق حول إجراءات تتعلق بالحرب في السودان. هذه الإجراءات كانت قد نوقشت بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الإماراتي محمد بن زايد، خلال زيارة الأخير إلى القاهرة في بداية شهر أكتوبر الحالي.
المزيد من المشاركات
ومع ذلك، تشير مصادر سودانية في القاهرة وفق الصحيفة إلى أن دعم مصر للجيش السوداني يعد أمراً ثابتاً ولا يمكن التراجع عنه، نظراً لارتباطه بالأمن القومي المصري.
ووفق المصدر يعتبر دور حميدتي ومجموعته المسلحة في المستقبل تهديداً محتملاً للأمن القومي المصري ومصالحها المباشرة. وتؤكد المصادر أن أبو ظبي تواصل موقفها الرافض لتقديم الدعم للجيش السوداني، خشية من سيطرة الإسلاميين على الأوضاع. في المقابل، تعبر القاهرة عن وعيها الكامل بتحركات هذه الأطراف، وتؤكد ثقتها بعدم وجود أي تأثير لجماعة الإخوان المسلمين في السودان.
في ظل هذه التطورات، يبدو أن الوضع في السودان يزداد تعقيداً، حيث تتداخل المصالح الإقليمية مع الأوضاع الداخلية. التصريحات المتبادلة بين الأطراف المعنية تعكس عمق الخلافات، مما يزيد من حدة الصراع ويعقد جهود السلام. يتطلع المراقبون إلى كيفية تطور هذه الأوضاع في الأيام المقبلة، وما إذا كانت هناك إمكانية للتوصل إلى حلول دبلوماسية تساهم في إنهاء النزاع.
