التقى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، الذي تولى منصبه حديثًا في الثامن عشر من الشهر الجاري، بعدد من المسؤولين السودانيين خلال زيارته الحالية إلى السودان. وقد وصف الأزمة بأنها “مذهلة الأبعاد وتتطلب اهتمام العالم”. ناقش فليتشر يوم الاثنين الماضي مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان ونائبه مالك عقار ونائبه الثاني الفريق شمس الدين كباشي الأوضاع الإنسانية والجهود المبذولة لتوفير المساعدات للمحتاجين.
ذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في مؤتمر صحفي عقد في نيويورك أن فليتشر تناول في اجتماعاته طرق التغلب على القيود التي تعيق إيصال المساعدات الإنسانية. بحث فليتشر أيضًا في ضرورة تعزيز وجود العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية في المناطق الأكثر تأثرًا بالأزمة من أجل توسيع نطاق الاستجابة، وطرق تعزيز تسليم المساعدات عبر الحدود وعبر خطوط النزاع. وأبرز السيد دوجاريك أهمية “مراعاة معاناة المدنيين في مختلف أنحاء البلاد”.
قام وكيل الأمين العام، الذي يقود أيضًا مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، بزيارة مخيم للنازحين ومركز للأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية في كسلا يوم أمس الاثنين، وذلك بسبب تهجيرهم نتيجة العنف. شارك فليتشر أمس في الأنشطة التي أقيمت في بورتسودان بمناسبة حملة الستة عشر يومًا للقضاء على العنف ضد المرأة. من المحتمل أن يتوجه فليتشر إلى تشاد بعد زيارته للسودان، حيث سيلتقي باللاجئين السودانيين والمجتمعات المضيفة التي تقدم لهم الدعم، بالإضافة إلى اجتمعات مع السلطات المحلية في تشاد وشركاء الأمم المتحدة. قال فليتشر بعد لقائه بالبرهان إن زيارته إلى البلاد “تهدف إلى الاطلاع بشكل مباشر على الأوضاع الإنسانية ومتابعة عمل الفرق الفنية التابعة للبعثة على أرض الواقع، وكذلك للاستماع إلى آرائهم من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لدعم الجوانب الإنسانية”.
أفاد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بأن رئيس مجلس السيادة أعرب له عن تأكيدات واهتمام الحكومة بالعمل والتعاون والتنسيق المشترك مع المنظمة الأممية لضمان توزيع المساعدات الإنسانية بشكل جيد لمن يحتاجون إليها. أكد على أهمية الشراكة والتعاون بين الجانبين من أجل الوصول إلى المحتاجين وتقديم المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى التغلب على التحديات التي تواجه العمل الإنساني. وشدد على التزام الأمم المتحدة بزيادة جهودها لضمان وصول المساعدات الإنسانية بسلاسة إلى من يحتاجون إليها.
في تغريدة على حسابه في موقع “إكس” بعد لقائه بوكيل الأمين العام للأمم المتحدة يوم أمس، دعا رئيس مجلس السيادة الانتقالي الجهات المعنية في الدولة إلى السماح لمنظمات الأمم المتحدة التي تعمل على إيصال المساعدات الإنسانية باستخدام مطارات كادوقلي في ولاية جنوب كردفان، والأبيض في ولاية شمال كردفان، ومطار الدمازين في إقليم النيل الأزرق كمراكز للعمليات الإنسانية لنقل مواد الإغاثة. وجه البرهان بتمكين موظفي وكالات الأمم المتحدة من التحرك مع القوافل التي تنطلق من المناطق المذكورة، والإشراف على توزيع المساعدات للمنكوبين، والعودة إلى نقطة الانطلاق بعد الانتهاء.
وفي أخبار ذات صلة، أعلن برنامج الأغذية العالمي أمس عن تدشين خط محلي ثانٍ لخدمة النقل الجوي الإنساني، موضحًا أن أول رحلة انطلقت من بورتسودان إلى دنقلا، الواقعة في الولاية الشمالية، يوم أمس. وفي هذا السياق، أشار دوجاريك إلى أن هذه الرحلة الجديدة ستتيح للعاملين في المجال الإنساني تعزيز وجودهم في شمال السودان والوصول إلى الدبة بشكل أسرع، حيث تعتبر “نقطة رئيسية لنقل المساعدات”.