متابعات _ موجز الأحداث _ حذف الداعية عبد الحي يوسف منشوراً كان قد نشره على صفحته الرسمية على فيسبوك، والذي تناول فيه فتوى تتعلق بسؤال حول كيفية تكفير الإنسان عن ذكر العلماء بالسوء ما اثار جدلا واسعا حول المنشور المخذوف .
وفي رده قبل حذف المنشور، أوضح عبد الحي أنه ينبغي على الشخص أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يذكر العلماء بالخير في الأماكن التي أساء إليهم فيها.
وقبل ايام كشف القيادي السوداني في تنظيم الإخوان، عبد الحي يوسف، عن تدريب عشرات الآلاف من الشباب التابعين للتنظيم للقتال في الحرب الجارية في السودان، مشيرًا إلى أن هذه الحرب أعادت الحركة الإسلامية إلى الأضواء.
وفي مقطع فيديو مسرب، تفاخر يوسف بأن العديد من الشباب المسلمين قد تم تدريبهم على استخدام الأسلحة في السودان، مؤكداً أن هؤلاء لم يشاركوا في تجربة الجهاد السابقة، وهو الآن مشرف على ما وصفه بعمليّة “المقاومة الشعبية” التي تعتبر بمثابة الاسم المستعار للجهاد، بسبب الفهم السلبي لكلمة الجهاد. وذكر أن الفضل في الانتصارات المتحققة لا يعود للجيش بل إلى هذه المقاومة.
كما شَنَّ عبدالحي يوسف، الذي يعيش في تركيا، هجومًا شديدًا وغير مسبوق على رئيس الجيش، عبدالفتاح البرهان. وقدم تفاصيل حول الحرب وملابساتها، مُدينًا البرهان بكلمات قاسية، واتهمه بتحمل مسؤولية اندلاع الحرب وتصاعدها. خلال استضافته بمركز مقاربات للتنمية السياسية في إسطنبول، انتقد عبدالحي يوسف قائد الجيش بشكل لم يُشهد له مثيل، مؤكدًا أن الإسلاميين لا يثقون به على الإطلاق ويتهمونه بكونه المسؤول الأكبر عن الأزمة الحالية.
وأشار يوسف إلى أن ما يسمى بـ”الانتصارات الأخيرة” للجيش تعود في الحقيقة إلى جهود كتائب المجاهدين الإسلامية، التي اعتبر أنها تقاتل ضد قوات الدعم السريع أكثر من الجيش نفسه. كما وصف يوسف البرهان بأنه مرتبط بـ”الصهاينة” ويعتبر رجل بلا قيم أو دين.
واتهمه بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة والمعدات، والسماح لها بالتمركز في مواقع استراتيجية، مثل القيادة العامة والقصر الجمهوري ومبنى التلفزيون، مبيّنًا أن كل هذه الأمور كانت تحت علمه وموافقته. كما اتهمه بالتناقض وعدم الوفاء بوعوده، مشيرًا إلى رفض البرهان استقبال وزير الخارجية القطري تحت ضغط قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، رغم أنه قد وافق في البداية.
وفي الفيديو المتداول، أبرز عبد الحي يوسف خلال المحاضرة قوله إن قائد الجيش “غير قادر على القضاء على الإسلاميين”، حيث أنهم موجودون حتى في مكتبه، مما يشير إلى أن لهم سيطرة على مجريات الحرب وقيادة الجيش. كما ذكر أنهم يتحكمون في قرارات البرهان، الذي يبدو أنه بلا حول أو قوة، ويعمل كدمية لمصالح “الإخوان”.
أضاف يوسف أن مصر والولايات المتحدة ودول الخليج تدعم الجيش لكن ترفض عودة الإسلاميين للساحة، مؤكدًا أن البرهان لا يمكنه التخلص من الإسلاميين لأنهم موجودون داخل مكتبه. تأتي تصريحات عبدالحي يوسف في وقت يتعرض فيه السودان لصراع دموي بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023.
ولاحقا عبر رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، عن استيائه من الشكوك التي تحيط بالجيش، مؤكدًا أن الانتصارات التي يحققها لا يمكن أن تُنسب إلى أي جهة أخرى. جاء ذلك خلال حديثه مع جنوده، حيث انتقد تصريحات رجل الدين عبد الحي يوسف التي اعتبرها غير دقيقة.
في رد فعل مباشر على يوسف، وصف البرهان الأخير بأنه من “التكفيريين والضلاليين”، مشيرًا إلى أن الجيش قوي وقادر على مواجهة التحديات. وأضاف البرهان: “تعال شوف الجيش هنا.. نحن نقول له خليك في حتتك الساقطة دي، لأنه لا تستطيع مواجهة الرجال هنا”. تعكس هذه التصريحات التوتر المتزايد بين الجيش وبعض الشخصيات الدينية التي تتحدى سلطته.
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس بالنسبة للجيش السوداني، حيث يسعى البرهان إلى تعزيز موقفه أمام الانتقادات المتزايدة. يبدو أن الصراع بين المؤسسة العسكرية وبعض الشخصيات الدينية قد يتصاعد، مما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الجيش والمجتمع الديني في السودان.