دخلت قوات الدعم السريع والجيش السوداني في معارك حاسمة للسيطرة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وقد اشتدت المعارك بين الطرفين للسيطرة على مقر الفرقة السادسة مشاة، الذي يعد مفتاح السيطرة على المدينة.
ووفقًا لمصادر عسكرية، جددت قوات الدعم السريع قصفها للفاشر بالمدفعية الثقيلة، بينما حلق الطيران الحربي السوداني في سماء المدينة لمنع اقتحامها.
وفي تطور متصل، قصف الطيران السوداني مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير جزئي وكلي للمنازل. وأدى القصف إلى أضرار كبيرة للمواطنين والمنشآت الحيوية. كما استهدف الطيران الحربي مدينة بحري ومصفاة الجيلي شمالي المدينة، مما أسفر عن انفجار خزانات الوقود وتصاعد ألسنة اللهب والدخان.
أسفرت هذه الهجمات المتبادلة عن مقتل العشرات في مدينة بحري خلال اليومين الماضيين.
في سياق متصل، أعربت كليمنتين نكويتا سلامي، منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، عن حزنها العميق إزاء تصاعد القتال والدمار في الفاشر. ووصفت الهجمات المباشرة على المدنيين والمرافق الأساسية مثل المستشفيات بأنها غير مبررة، مطالبة بوقف استهداف المدينة.
وأضافت نكويتا أن الصراع دمر حياة الناس وسبل عيشهم، حيث تعاني الفاشر من نقص حاد في الغذاء، بما في ذلك في مخيم زمزم الذي شهد حالة مجاعة. وأشارت إلى أن التدمير المستمر لنظام الصحة العامة في السودان ترك حوالي 5 ملايين شخص دون خدمات الرعاية الصحية.
تسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على الفاشر باعتبارها آخر مدينة في إقليم دارفور غير الخاضعة لسيطرتها، بعد أن استولت على ولايات أخرى في الإقليم منذ أواخر العام الماضي.
وفي الأسبوع الجاري، أعلنت دولة الإمارات عن مبادرات إنسانية جديدة في تشاد لدعم النساء المتضررات من الصراع السوداني، وخصّصت 10.25 مليون دولار أمريكي للأمم المتحدة لمساعدة اللاجئات السودانيات. كما تعهدت الإمارات بتقديم 100 مليون دولار في “مؤتمر باريس للمانحين” المقرر في أبريل 2024.
وفي إطار الاستجابة للأزمة الإنسانية، أرسلت غرفة طوارئ أحياء شرق الخرطوم نداءً عاجلًا للمنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي لإنقاذ المواطنين في أحياء بري وناصر من تفشي حمى الضنك والملاريا، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
كما أفاد برنامج الغذاء العالمي بأن السودان يواجه أكبر أزمة جوع في العالم، حيث يعاني 25.6 مليون شخص من الجوع الحاد، وهو ما يعادل 54% من السكان.
وفي أحدث الإحصائيات، سجلت عمليات القصف المدفعي في أغسطس الماضي نحو 110 هجمات، استهدفت قوات الدعم السريع منها 67% في منطقة محلية كرري. كما شنّ الطيران الحربي السوداني 50 غارة جوية على ولايات دارفور بين 1 و6 سبتمبر، مما أسفر عن تدمير مستشفى تعليمي في مدينة الضعين وعاصمة ولاية شرق دارفور، ما أدى إلى مقتل 18 مدنيًا.