وجه الراصد الجوي عوض أرصاد تحذيرًا لكافة السودانيين، لاسيما في المناطق الشمالية ومنطقة نهر النيل، بضرورة اتخاذ الحيطة والحذر.
قال في منشور على صفحته الرسمية في فيسبوك إن جميع الأنظار اليوم الاثنين ستتجه نحو السودان وسمائه، حيث يوجد الفاصل المداري خارجًا، مع تيار حراري قوي جدًا ورطوبة مرتفعة وظهور السحب.
وأشار إلى أن الحالة المناخية تشمل عواصف وأمطار ورياح وغبار قد تكون الأشد والأكثر انتشاراً في جميع أنحاء السودان منذ عام 1988، من حلفا في الشمال حتى الجبلين في الجنوب، وبورتسودان إلى الجنينة. حيث من المتوقع أن تتجاوز كمية الأمطار 100 ملم في بعض المناطق مما قد يؤدي إلى حدوث غرق وسيلان جارفة في مناطق واسعة من البلاد، حيث تسيطر كتلة رطبة حالياً على أجواء السودان.
انهار سد مياه أربعات في ولاية البحر الأحمر بسبب الأمطار الغزيرة التي استمرت يومين، مما أدى إلى حدوث كارثة إنسانية كبيرة في المنطقة. وقد توفي عدد من المواطنين، كما غمرت المياه والطمي القرى والمزارع، مما تسبب في تغيير ملامح المنطقة وجرف السيول خطوط المياه والكهرباء والاتصالات.
في سياق متصل أعلنت هيئة الأرصاد الجوية في السودان عن وجود تغييرات مناخية، حيث ظهرت مؤشرات عديدة أدت إلى حدوث تطرفات في المناخ.
توقعت وحدة الإنذار المبكر في الهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية، أن تشهد البلاد هطول أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية ورياح قوية، بالإضافة إلى السيول والأمطار المفاجئة حتى منتصف سبتمبر، وذلك طالما أن الفاصل المداري ومنخفض الهند الموسمي لا يزالان متعمقين وممتدين في أقصى شمال البلاد، وربما حتى داخل الحدود المصرية.
قال مدير إدارة العلاقات الخارجية، مشرف الوحدة محمد أحمد محمد، صباح الخير، إنه ابتداءً من شهر سبتمبر يبدأ حزام المطر والفاصل المداري بالتحرك جنوباً، ويتراجع كذلك حزام المطر جنوباً مع حركة الشمس الظاهرة أثناء رحلتها العودة نحو مدار الجدي في نصف الكرة الجنوبي.
واعترف، حسب وكالة السودان للأنباء (سونا)، بوجود تغير في المناخ، حيث توجد مؤشرات متعددة لذلك، ومنها الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، وكذلك التقلبات المناخية والموسمية، التي تشير إلى التطرفات المناخية والطقسية. على سبيل المثال، قد يحدث أن تتبع سنة شديدة الأمطار سنوات جافة انخفاض فيها هطول الأمطار، أو أن يكون الشتاء شديد البرودة في سنة أو اثنتين يعقبه فجأة شتاء معتدل. كما شهدنا تغيرات في سلوك المواسم، مثل بدء الموسم في وقت مبكر أو متأخر عن المعتاد، أو تغير في نمط الظواهر المناخية، كما لوحظ في موسم هذا العام من ارتفاع درجات حرارة غير معتادة.
وأشار أيضًا إلى هطول أمطار غزيرة جداً في مناطق غير معتادة، مثل ولاية البحر الأحمر، وتحديداً في المناطق الساحلية منها، حيث أن الأمطار التي تتساقط فيها عادةً شتوية وليست صيفية كما يحدث الآن. كما أن هذه المناطق غير معتادة على العواصف الرعدية والرياح المدارية القوية، مما أدى إلى حدوث أضرار كبيرة نتيجة لعدم الاستعداد لمثل هذه الظواهر المناخية.
وأشار صباح الخير إلى أن ما شهدته ولايات البحر الأحمر والشمالية ونهر النيل من رياح وعاصفة رملية هو نتيجة طبيعية للتيارات الهابطة الناتجة عن السحابة الرعدية الكبيرة التي مرت من الجزيرة العربية فوق البحر الأحمر، متجهة نحو ولايات البحر الأحمر ونهر النيل والشمالية، في ظل وجود ضغط جوي منخفض جداً، مما أدى إلى نشوء رياح قوية تسببت في هذه العاصفة الرملية القوية.