أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن الجنرال عباس نيلفروشان، نائب قائد عمليات الحرس الثوري، “قُتل في الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف زعيم حزب الله حسن نصر الله” في ضاحية بيروت الجنوبية.
وبحسب المعطيات الضئيلة المتوفرة عن الجنرال الإيراني، يعتبر نيلفروشان من الشخصيات المهمة في البنية الأمنية للنظام الإيراني، ولاعباً رئيسياً في التحركات الإيرانية في المنطقة، حيث “كان يقدم المشورة لحزب الله في الشؤون العسكرية والدبلوماسية”، بحسب صحيفة جيروزاليم بوست.
نيلفروشان موضوع على لوائح العقوبات الأميركية منذ عام 2022، وعلى لوائح العقوبات الأوروبية والكندية والأسترالية تباعاً في العام 2023. ويعتبر مسؤولاً عن قيادة عمليات الحرس الثوري الإيراني، وقد وصفته وزارة الخزانة الأميركية بأنه “من المسؤولين المباشرين عن قمع الاحتجاجات التي اندلعت في إيران” بعد مقتل الشابة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق.
ولعب نيلفروشان دوراً حاسماً في “اعتقال قادة الاحتجاج”. وبحسب تقرير وزارة الخزانة، يعتبر نيلفوروشان “قائداً ذو خبرة في الحرس الثوري الإيراني وعمل أيضاً كمستشار عسكري في الحرب الأهلية السورية”.
في الثالث والعشرين من يناير 2023 أخضع الاتحاد الأوروبي نيلفروشان إلى “تدابير تقييدية موجهة ضد بعض الأشخاص والكيانات والهيئات في ضوء الوضع في إيران”.
وقال تقرير الاتحاد الأوروبي إنّ نيلفروشان “قام بتأطير حركة الاحتجاج المدنية الشعبية لعام 2022 على أنها حركة إرهابية وتهديد أمني مباشر لإيران، وبالتالي قام بإضفاء الشرعية على الرد القاسي على الاحتجاجات السلمية”. ولذلك فهو، بحسب الاتحاد الأوروبي، “مسؤول عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في إيران”.
وقبل شهر تقريباً من الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، اعترف نيلفوروشان بوجود “شبكة قيادة وسيطرة متكاملة في جبهة المقاومة”، ناقشها مع حلفاء إيران.
وبحسب تقرير نشرته منصة “وور أون ذا روك” فإن وجود هذه الشبكة “لا يعتبر تطوراً جديداً”، إلا أنه “يمثل الحالة الأولى التي يدعو فيها مسؤول عسكري إيراني بمثل هذه المكانة علناً إلى المضي قدماً نحو ما يسمى “وحدة الساحات”.
وإلى جانب منصبه في الحرس الثوري الإيراني، تناقلت وسائل إعلام تولي نيلفروشان قيادة “فيلق القدس” في لبنان، وهذا ما يفسّر تواجده مع نصر الله في مكان واحد لحظة الغارة الإسرائيلية على المقر المركزي لحزب الله الواقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني في منطقة الضاحية الجنوبية، الجمعة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن السبت، مقتل نصر الله وقادة آخرين، بغارات جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن الجيش “قضى على نصر الله، وعلى المسؤول علي كركي، قائد جبهة الجنوب في حزب الله، وعدد آخر من القادة”. لكن أدرعي لم يشر إلى مقتل نيلفروشان في الغارات.
وأضاف “لقد أغارت طائرات سلاح الجو بتوجيه استخباري دقيق لهيئة الاستخبارات المؤسسة الأمنية على المقر المركزي لحزب الله الواقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني في منطقة الضاحية الجنوبية”.
وساد التكتم الساعات الأولى بعد العملية، وتأخر حزب الله حتى اليوم السبت ليعترف بمقتل أمينه العام في بيان، فيما تسود حال من البلبلة والتأويلات والانتظار في الشارع اللبناني الذي يعيش منذ الثامن من أكتوبر 2023 على وقع تصاعد المواجهات بين إسرائيل وحزب الله عند الحدود اللبنانية الجنوبية وصولاً إلى توسّع الحرب حتى بلغت أوجها في الشهر الحالي.
ودفع التصعيد العسكري آلاف السكان إلى مغادرة ضاحية بيروت الجنوبية منذ وقوع الهجوم، وتجمعوا في الساحات والمتنزهات والأرصفة في وسط بيروت والمناطق المطلة على البحر. فيما يشهد جنوب لبنان منذ الاثنين الماضي موجة نزوح كبيرة، تقابلها في الجانب الإسرائيلي موجة نزوح من المناطق في شمال إسرائيل هرباً من الضربات العسكرية المتبادلة بين الجيش الإسرائيلي وعناصر حزب الله.
الحرة