ما حقيقة الاخبار المتداولة حول إصابة ياسر العطا والسيطرة على شمبات؟
تداولت حسابات مؤيدي الدعم السريع وأنصار الجيش على منصات التواصل الاجتماعي معلومات غير دقيقة، تدعي استهداف مقر إقامة مساعد قائد الجيش، الفريق أول ياسر العطا، في منطقة كرري. كما زعمت هذه الحسابات أن قوات الكدرو العسكرية قد سيطرت على السوق المركزي بشمبات ومجمع البشير المخصص لسكن ضباط الشرطة.
وفقاً لما تم تداوله، فإن الهجوم المزعوم في الحادثة الأولى أسفر عن مقتل ثلاثة ضباط وسبعة جنود، بالإضافة إلى إصابة الفريق أول ياسر العطا بجروح خطيرة. وقد تم الإبلاغ عن حالة من التكتم الشديد حول تفاصيل هذه الواقعة، مما أثار تساؤلات حول صحتها.
تأتي هذه الأنباء في وقت حساس، حيث تتصاعد التوترات بين مختلف الأطراف العسكرية في البلاد. ويبدو أن هذه المعلومات المفبركة تتصاعد في التداول، مما يستدعي ضرورة التحقق من الأخبار قبل تداولها.
اتضح أن هذه الأخبار مزيفة.
ظهر الخبر لأول مرة في 4 سبتمبر 2024 على حساب فيسبوك يحمل اسم “الزول محمدين”، المعروف بنشر محتوى يؤيد قوات الدعم السريع.
نسب صاحب الحساب الخبر إلى موقع “السودان اليوم”، ولكن عند التحقق من هذا الادعاء، لم يتم العثور على أي دليل له في الموقع المذكور أو في نتائج البحث.
في سياق مختلف، قام الصحفي عبد الرؤوف طه علي، العامل في قناة الجزيرة القطرية، بنشر خبر صباح يوم الأربعاء، الموافق 2 أكتوبر، في الساعة 7:30، حيث أشار فيه إلى استيلاء قوات من منطقة الكدرو العسكرية على السوق المركزي في شمبات ومجمع البشير الذي يخصص لسكن ضباط الشرطة.
حقق الخبر أكثر من 2500 تفاعل، و194 تعليقاً، و87 مشاركة.
لكن في الساعة 10:52 صباحًا، نفى أحد أعضاء كتائب البراء، المظفر الدقيل، وهو طالب في جامعة الخرطوم، الخبر من خلال حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، مؤكدًا أنه لا صحة لتحرير أبراج البشير أو السوق المركزي بشمبات أو منطقة الصافية، وشدد على أن هذه الإشاعات تضر الوضع الميداني وأن النصر سيأتي بالحق وليس بالأكاذيب.
حققت تغريدته حوالي 8000 مشاهدة، وتم إعادة نشرها 155 مرة، فضلاً عن الحصول على 891 إعجاب.
تداول الخبر بشكل واسع بصيغته الأصلية التي نشرها الصحفي عبد الرؤوف طه، بالإضافة إلى صيغ أخرى متنوعة.
عند تحقيق فريق دبنقا في الأمر، تبين أنه تم تداول الخبر استنادًا إلى صور قديمة، دون وجود أي صور أو مقاطع فيديو حديثة تدعم صحة تلك الادعاءات. كما أنه لم يتم توثيق أو تأكيد وصول كتائب البراء إلى شارع المعونة، ولم يصدر أي بيان رسمي من القوات المسلحة يؤكد سيطرتها على السوق المركزي أو مجمع البشير المخصص لسكن الضباط.
لم تصدر قوات الدعم السريع أي بيان رسمي يتعلق بانسحابها أو فقدانها السيطرة على تلك المنطقتين.