اوضاع قاسية تواجه سكان جنوب الحزام جنوبي الخرطوم : التفاصيل
مع استمرار الحملة الأخيرة للقوات المسلحة للسيطرة على الخرطوم منذ أحد عشر يومًا، تزداد معاناة المناطق الواقعة جنوب الحزام جنوبي الخرطوم.
تحتوي أحياء جنوب الحزام على السلمة، الأزهري، عد حسين، مايو وسوبا بالإضافة إلى مجموعة من الأحياء الأخرى.
تقع تلك الأحياء، ومعظم أحياء مدينة الخرطوم، تحت سيطرة قوات الدعم السريع، بينما يستمر القصف الجوي منذ تزايد المعارك في الفترة الأخيرة.
تستمر الحرب التي نشبت بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وفقا لمنظمة أطباء بلا حدود، فإن مستشفى بشائر التعليمي في جنوب الخرطوم، الذي تديره المنظمة، استقبل خلال الأسبوع الماضي حوالي 40 حالة إصابة نتيجة للانفجارات.
في يوم الثلاثاء الماضي، تم قصف منطقة تبعد حوالي كيلومترين عن مستشفى بشائر.
وأكدت المنظمة أن العنف أصبح جزءًا من الحياة اليومية في الخرطوم.
حيث زادت حدة المعارك مهددةً حياة الملايين.
قالت منظمة أطباء بلا حدود إنها تلقت معلومات عن مستشفى آخر في المدينة، لم تذكر اسمه، قد توقفت خدماته بعد تعرضه لغلارة جوية يوم الخميس.
نتيجة لذلك، تتهيأ فرق المنظمة لاستقبال عدد أكبر من المصابين في مستشفى بشائر، على الرغم من نقص الإمدادات بسبب أشهر طويلة من العوائق المتعمدة.
أوضاع كارثية
وصف محمد عبد الله، المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام، في مقابلة مع راديو دبنقا، الوضع في المنطقة بأنه كارثي. وأشار إلى أن 72 شخصاً قد توفوا خلال الأسبوع الماضي، من بينهم ثمانية أشخاص في يوم واحد نتيجة إصابتهم بحمى الضنك.
وقال إن المنطقة تشهد ظهور أنواع جديدة من الملاريا التي تستمر لمدة أسبوع، مع ارتفاع مستمر في درجة الحرارة، بالإضافة إلى انتشار حمى الضنك والتهابات في ملتحمة العين، مشيراً إلى زيادة حالات الوفاة بين الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة والانيميا بسبب إصابتهم بحمى الضنك.
كشفت غرفة طوارئ منطقة جنوب الحزام عن تسجيل 170 حالة وفاة خلال الفترة من 21 إلى 27 سبتمبر الماضي، مشيرة إلى انتشار حمى الضنك والملاريا والتيفويد والحمى الحبشية.
وفقًا للإحصائيات التي أجراها المكتب الطبي في الغرفة، فإن عدد حالات الإصابة بحمى الضنك في سبتمبر الماضي تجاوز 1450 حالة، بالإضافة إلى 1153 إصابة بالملاريا والحمى الحبشية، وذلك في ظل الزيادة الكبيرة في أسعار الأدوية.
أفادت الغرفة بأنه تم تسجيل 4000 حالة إصابة بالملاريا في مايو، في حين تم تسجيل 500 حالة في أسبوع واحد خلال سبتمبر الماضي، كما تسجل المستشفيات معدل وفيات أسبوعي يصل إلى 20 شخصاً.
تحت القصف
ذكر محمد عبد الله، المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام، أن 6 أفراد من عائلة واحدة، بينهم خمسة أطفال، لقوا حتفهم في حي الإنقاذ مربع 2 في أبوجا خلال الأسبوع الماضي نتيجة للقصف الجوي.
أشار إلى أن رب أسرة فقد جميع أفراد أسرته (زوجته وأبنائه، من بينهم طفلة تم انتشالها من تحت الأنقاض)، بينما فقد ابن عمه ثلاثة من أولاده.
ولكنه أوضح في نفس الوقت أن الأسواق لا زالت مفتوحة على الرغم من القصف، وأن المواطنين قد تأقلموا مع الوضع الراهن.
وأفاد بأن موجات النزوح من حي الإنقاذ لا تزال مستمرة، بسبب قربه من مواقع قوات الدعم السريع وتعرضه لقصف جوي من طائرات الجيش.
أزمة سيولة
أشار محمد عبد الله كندشة إلى استمرار مشكلة السيولة في المنطقة، حيث تصل عمولة التحويل من تطبيق بنكك إلى النقد إلى 10 في المئة، وأحيانًا يتم تأخير الاستلام لعدة أيام، بينما ترتفع النسبة في بعض الأحيان إلى 15 في المئة، متهمًا التجار بالجشع والاستغلال.
وأشار إلى أن بعض التجار لا يوافقون على شراء المواد من خلال تطبيق البنك الخاص بك.
وأعرب عن تقديره لزيادة الوعي بين المواطنين والتجار بشأن العملات المزيفة، مشيراً إلى أن نسبة تداول هذه العملات في السوق قد تراجعت بشكل ملحوظ جداً.
المطابخ الخيرية
صرح المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام أن معظم المواطنين فقدوا وظائفهم ووسائل كسب رزقهم، ويعتمدون بشكل كامل على التحويلات من أفراد أسرهم والمطابخ الخيرية.
أوضح أن معظم التكايا تعمل بشكل متقطع بسبب نقص الدعم المستمر، باستثناء التكايا في منطقتي مايو وعد حسين التي تتلقى الدعم من برنامج الغذاء العالمي.
توجد في المنطقة أكثر من 20 مطبخًا جماعيًا (تكايا)، حيث يعمل معظمها بشكل غير منتظم.
ارتفاع كبير في الأسعار
أفادت غرفة طوارئ جنوب الحزام بوجود زيادة غير مسبوقة في أسعار المواد الغذائية.
قال محمد عبدالله، المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام، إن سعر كيلو السكر زاد من 3000 جنيه في بداية سبتمبر إلى 7000 جنيه في نهايته، مشيراً إلى انخفاضه منذ أمس السبت إلى 6000 جنيه بسبب الكساد وابتعاد المواطنين عن شرائه.
وأوضح وجود نقص حاد في الدقيق مع ارتفاع كبير في أسعاره، حيث وصل سعر جوال الدقيق من نوع الخباز وسين إلى 75 ألف جنيه بدلاً من 45 ألف جنيه قبل شهرين. وحذر من حدوث أزمة خطيرة في الخبز إذا لم تصل كميات جديدة حتى يوم غدٍ الاثنين.
وأشار إلى أن سعر كيلو اللحم العجالي وصل إلى 16 ألفًا، وسعر كيلو لحم الضأن إلى 20 ألفًا، في نهاية سبتمبر، قبل أن ينخفض بسبب الركود ووصول كميات كبيرة من الماشية، ليصل سعر كيلو اللحم العجالي إلى 12 ألفًا، وسعر كيلو لحم الضأن إلى 14 ألفًا.
أشار إلى وصول كميات كبيرة من الحيوانات إلى الخرطوم مع تراجع الإيرادات على الطريق.