موجز الاحداث

إبراهيم شقلاوي يكتب..بين ود احمد وصاحب طلمبة نبتة تسقط الادعاءات !!

وجه الحقيقة

0

 

بالأمس تداول عدد من مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإخبارية مقطع مصور يتضمن خبر مهم ملخص الخبر: أن صاحب طلمبة نبتة التي تقع بالقرب من سلاح المهندسين بأمدرمان خرج منها في 15 ابريل من العام الماضي عند الطلقة الأولى في الحرب التي استهدفت المكان ولم يعد إلا بالأمس بعد أن تم استعادة الأمن في امدرمان وفي محيط الطلمبة عاد بعد ما يقارب العامين فوجد أمواله التي تركها وكل الامانات التي معها من أصول و مقتنيات موجودة كما تركها لم يعتريها إلا بعض الغبار وآثار الاشتباك .

بالنظر إلى أن المنطقة تقع تحت سيطرة الجيش السوداني ، وقفت عند هذا الخبر الذي يطرح اسئلة كثيرة عن مدى الأمن والأمان في مناطق سيطرة الجيش وعن أهمية الأمانة وقيمتها في الظروف الصعبة حيث يبدي هذا الموقف الحالة التي لا تزال فيها الأمانة قائمة لدي الجيش السوداني رغم التحديات ، فقد وجد صاحب الطلمبة كل أغراضه وامتعته كما تركها في المكان ، ما يعكس مدى الأمان الذي بتوفر في جميع المناطق التي يسيطر عليها الجيش أو يدخلها من واقع تقدمه الواسع الذي تشهده العمليات الحربية هذه الأيام .

بفضل الجيش السوداني ودوره الفعال في استعادة الأمن وحماية السلام ، استطاع المواطنون العيش بأمان ، هذا السلوك من قوات الجيش يحمل دلالات كبير وعظيمة وهنا يأتي الفرق الذي يمكن أن نجيب من خلاله على السؤال الصريح الذي سألة مذيع قناة الجزيرة مصطفي عاشور لضيفيه بالأمس في الجزيرة مباشر محمود ود احمد رئيس حزب حركة المستقبل الذي يمثل القوى السياسية الداعمة لمليشيا الدعم السريع و جمال الشهيد خبير عسكري .

السؤال : ماذا لو انتصر الجيش أو الدعم السريع في هذه الحرب.؟ ود أحمد عن انتصار مليشيا الدعم السريع قال: ذلك أفضل لأنها سوف تفي بتعهداتها التي قطعتها لنا حسب قائدها بتسليم السلطة للمدنيين و أنها خاضت حربها من أجل الحريات العامة والتحول الديمقراطي ، أما إذا انتصر الجيش فهو غير مؤتمن لأنه سوف يأتي بالإسلاميين لينكلوا بالشعب السوداني والأحزاب السياسية وأضاف أن الجيش لا عهد له لأنه جيش (كيزان) الغريب في الأمر أن الرجل استدل بتجربة سوار الذهب في الوفاء للديمقراطية وتسليم السلطة للمدنيين ونسي أن سوار الذهب لم يكن مدنيا بل كان جنرالًا من مؤسسة الجيش التي يعاديها، ود احمد لا يدرك ان هذه المعركة هي معركة السودانيين قبل أن تكون معركة الجيش لأنها تهدد وجودهم رغم دعوتهم المتجددة للسلام وإستعادة الأمن. ود احمد ياسادة أسوأ تمثلات القيادات الشبابية التي تقدمت الناس، كان أحد قيادات المؤتمر الوطني حين كانت الدولة راشدة والأمل مرتجى في النهضة والبناء الرجل تقدم الصفوف في زمن الفجيعة وغادرها دون أن يتعلم درسا من دروس الوطنية أو التاريخ .

بالمقابل كانت إجابات الخبير الأمني والعسكري جمال الشهيد: أن انتصار الجيش يعني انتصار الشعب السوداني على أكبر مؤامرة في تاريخه الحديث تعني عودة الوطن والأمن والسلام ، اما انتصار المليشيا يعني لا وطن ولا سودان ولا دولة ( إنتهي) ، مثل هذا الحديث الذي قاله ود احمد يوضح مدى الأزمة التي تعيشها النخبة السياسية في السودان وهي تخوض صراع صفري مع خصومها السياسيين لا تعرف فيه الأخلاق ولا القيم ولا أدب الخلاف حديث يعبر عن قصور في الفهم في الوعي السياسي والوطني بالمهددات التي تحيط بالبلد ، كما يعكس أن هذه القوى السياسية لا تستحق الإنتباه لأنها غير جديرة بذلك ، فاقدة للبوصلة والتوجه ومرتهنة للمشروع الأجنبي والإقليمي الذي يهدف إلى تفكيك الجيش و تفكيك البلاد.

حيث أن العديد من المواطنين فقدوا أموالهم ممتلكاتهم جراء إنتهاكات مليشيا الدعم السريع في المناطق التي تحت سيطرتها تلك المليشيا التي يدعي ود احمد ومن قال بقوله أنها سوف تفي بتعهداتها وسوف تسلم السلطة للمدنيين لمجرد أنها وعدتهم بذلك حين كانوا يخططون للانقلاب على الحكومة وحين طوروا خياراتهم أمام كل من حاول عرقلة الاتفاق الاطارى ، لا يدرك ود احمد مدى الفرحة و الطمأنينة التي عاشها صاحب الطلمبة الذي عاد ليجد أمواله كما تركها ، وديعة في حرم الجيش وحرزه ، لا يعلم ود احمد أن النزاهة والوفاء للشعب عنصر أساسي في بناء الثقة بين الأفراد والمجتمعات وأن الجيش السوداني الذي تاريخه مائة عام يدرك ذلك والشواهد شاخصة في كرن والقلابات وبنغازي الليبية وفي الكويت وحتى في المكسيك هكذا يقول تاريخ القوات المسلحة السودانية ، الأمانة ياود احمد ليست وعود أو قيمة شخصية تبذل عند الطلب وحين تحتاج المواقف للكذب الصريح ، بل هي ركيزة أساسية للحفاظ على أمن الناس وعروضهم وعلى السلام الأهلي وعلى المجتمعات من التفكيك والانهيار ، لذلك أنصحك يا ود احمد أن تعيد قراءة التاريخ حتى تستطيع الاطلاع على الحقائق رغم مرارتها حين تقدمت المليشيا لحكم الدولة هذه الحقائق يدركها السودانيون جميعا، إلا من غابت عقولهم اوسقطوا تحت أحذية المستعمرون الجدد .

هذا وجه الحقيقية يا ود احمد التي ربما لا تدركها لأنك تريد أن تبعث فينا محمود ود احمد من جديد ، إن كنت لا تعلم ولم تقرأ التاريخ أدعوك إلى أن تبحث وتدقق وتحقق في مناهج التعليم وفي المكتبات، حتى تدرك تلك المقارنة بين الجيوش الوطنية التي تعرف كيف تحفظ الإنسان والدولة والتاريخ، والجيوش الغازية التي تدمر التاريخ ولا تعرف إلا إهانة الإنسان أو قتله أو اغتصابه او نهب الأموال والممتلكات، كما أن جميع الأرض التي تدخلها أو تقع تحت سيطرتها يكون الهدم و الحريق ، تلك هي كما يبدو تعهدات المليشيات التي قدمتها لكم وقد حرصت على الوفاء بها، عليه بين ذلك وبين فرحة صاحب طلمبة نبتة تسقط الادعاءات.
دمتم بخير وعافية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.