فقدت الساحة الثقافية السودانية مساء السبت الشاعر والصحفي والمسرحي المعروف هاشم صديق، الذي توفي بعد صراع طويل مع مشاكل صحية متكررة. وقد وافته المنية في دولة الإمارات حيث تم نقله لتلقي العلاج، مما ترك أثراً عميقاً في قلوب محبيه ومتابعيه.
في سبتمبر من العام الماضي، تم نقل هاشم صديق على عربة كارو من مدينة أم درمان لتلقي العلاج، وهي الصورة التي أثارت مشاعر الحزن والأسى بين السودانيين. تعكس هذه اللحظة الصعبة التحديات التي واجهها الأديب الكبير في حياته، وكيف أن حالته الصحية قد أثرت على مسيرته الفنية.
يعتبر هاشم صديق واحداً من أبرز الأسماء في الأدب السوداني، حيث ترك إرثاً غنياً من الأعمال الشعرية والمسرحية. إن رحيله يمثل خسارة كبيرة للثقافة والفنون في السودان، ويستذكره الكثيرون كرمز للإبداع والتحدي في وجه الصعوبات.
هاشم صديق: شاعر سوداني بارز متعدد المواهبب الإضافة إلى كونه شاعراً، هاشم صديق كاتب مسرحي أيضاً، ومدرس للدراما التلفزيونية والإذاعية، وناقد أدبي، أكاديمي وصحفي.
ميلاده ونشأته
وُلد هاشم صديق في عام 1957 في حي شرق بمدينة أم درمان، السودان. ويعتبر أبوه، صديق الملك علي، وإمه آمنة بنت محمد طاهر، من أبرز الشخصيات في حياته.
تعليمه
التحق هاشم بروضه الأستاذة أمال حسن مختار بعد مرحلة الطفولة، ثم انتقل إلى مدرسة أبو عنجة للتعليم الأولي، حيث انطلقت مسيرته التعليمية. درس في مدارس الأحفاد، وتخصص بالموسيقى والمسرح في المعهد العالي، حيث حصل على درجة البكالوريوس في النقد المسرحي في عام 1974. تلقى تعليمه على يد أساتذة بارزين في مجال المسرح، مثل إسماعيل خورشيد والسر أحمد قدور، مما ساهم في صقل موهبته الفنية. بداياته الفنية ومشواره بدأت مواهبه تظهر مبكراً، حيث اختار للمشاركة في برنامج “ركن الأطفال” بالإذاعة السودانية. بعد ثورة 21 أكتوبر 1964، بدأ هاشم نشاطاً ثقافياً مكثفاً من خلال إنشاء الفعاليات الثقافية، والتي منها تأليفه لأولى مسرحياته “قصة شهيد”. توالت أعماله في الشعر والمسرح، فتألق من خلال قصيدة “النهاية” ومسرحية “أحلام الزمان”.
نشاطه السياسي
عمل هاشم في العديد من الصحف السودانية، ورغم ذلك تعرض للاعتقال بسبب انتقاداته للأحكام السياسية، بما في ذلك أعماله التي اعتُبرت مناهضة للأنظمة الحاكمة. تعد مسلسلاته مثل “الحراز والمطر” و”الحاجز” من أبرز أعماله الجريئة التي تعرضت للرقابة. أوبريت ملحمة الثورة يعتبر أوبريت “ملحمة الثورة” من أهم إنجازاته. كتب نصوصه في بداية شبابه، ولاقى العمل نجاحاً كبيراً ليصبح تراثاً فنياً في السودان. إنتاجه الأدبي والفني تشمل أعماله العديد من المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية، بالإضافة إلى المسرحيات والشعر. بعض الأعمال البارزة تشمل:
نوع العمل | العنوان | الفترة |
---|---|---|
مسلسلات إذاعية | قطار الهم | 1973-2001 |
برامج إذاعية | فنان مسرحي علي كرسي الاعتراف | 1967-1993 |
أعمال تلفزيونية | دراما أجراس الماضي | |
أعمال مسرحية | أحلام الزمان | 1972-1998 |
أعمال شعرية | الغريب والبحر | 1975-2007 |
يظل هاشم صديق رمزاً للحراك الثقافي والإبداعي السوداني، وإنجازاته تظل شاهداً على موهبته المتعددة وعمق تأثيره في الساحة الفنية.
إنتاجه الأدبي والفني
ينقسم إنتاجه إلى عدة مجالات رئيسية، تشمل:
1. المسلسلات الإذاعية (1973- 2001)
قطار الهم
الحراز والمطر
الحاجز
الديناصور
الخروج عن النهر
حزن الحقائب والرصيف
2. البرامج الإذاعية (1967-1993)
فنان مسرحي علي كرسي الاعتراف
مسرحية وقضية
3. الأعمال التلفزيونية
دراما أجراس الماضي
دراما الحواجز
دراما موعد منتصف الليل
مسلسل طائر الشفق الغريب
4. الأعمال المسرحية (1972-1998)
أحلام الزمان (حائزة علي جائزة الدولة لأحسن نص مسرحي للموسم المسرحي 1972 م – 1973م)
نبتة حبيبتي (حائزة علي جائزة النص المسرحي للموسم المسرحي عام 1973م – 1974)
وجه الضحك المحظور
5. الأعمال الشعرية (1975-2007)
كلام للحلوة
الزمن والرحلة
جواب مسجل للبد
أذن الآذآن
الوجع الخرافي
الغريب والبحر
اجترار
هذا المساء
ميلاد
إنتظري
أنا شُفت يا بت في المنام
علي باب الخروج
المجموعة الشعرية الكاملة الأولى
هاشم صديق، من خلال أعماله المتعددة وتأثيره العميق في الوسط الأدبي والفني، يظل رمزاً من رموز الثقافة السودانية، يتجسد إبداعه في كل ما يكتب وينتج، مما يجعله جزءاً لا يتجزأ من التاريخ الثقافي للبلاد.