متابعات – موجز الأحداث – رحب رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، بالمبادرة التركية التي تهدف إلى التوسط بين السودان والإمارات، وذلك خلال لقائه مع نائب وزير الخارجية التركي، برهان الدين دوران، يوم السبت. وتم خلال اللقاء مناقشة ثلاث مقترحات قدمتها أنقرة إلى حكومة بورتسودان، بالإضافة إلى طلب البرهان نقل تحياته إلى الرئيس التركي ووزير الخارجية الذي يقود هذه المبادرة.
البُعد الإقليمي للمبادرة
تجدر الإشارة إلى أن زيارة نائب وزير الخارجية التركي إلى بورتسودان تأتي بعد أسبوع من زيارة وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى الإمارات حيث التقى الرئيس الإماراتي. وكانت المبادرة التركية قد انطلقت بعد اتصال هاتفي بين الرئيس أردوغان والبرهان في 13 ديسمبر، بهدف التوسط في حل القضايا العالقة بين السودان والإمارات، خاصة في ظل الاتهامات السودانية للإمارات بدعم قوات الدعم السريع.
تصريحات وزير الخارجية السوداني
في سياق آخر، أشار وزير الخارجية السوداني إلى أن المبادرة التركية قد تساهم في تحقيق سلام حقيقي في السودان. من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية التركي أن وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) تعمل على تعزيز وجودها في بورتسودان، من خلال إعادة فتح مكاتبها وإطلاق فرع للبنك الزراعي التركي. كما أشار إلى الجهود المبذولة للحفاظ على المستشفى التركي في نيالا الذي يستمر في تقديم خدماته للمواطنين.
المساعدات الإنسانية التركية
في سياق المساعدات الإنسانية، كشف الوزير عن وصول ثلاثة بواخر تركية إلى بورتسودان محملة بـ 8,000 طن من المساعدات، ما يعكس التزام أنقرة بتقديم الدعم للشعب السوداني في هذه الظروف الصعبة.
التعاون الاقتصادي بين السودان وتركيا
فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي، أعرب وزير المالية السوداني، الدكتور جبريل إبراهيم، عن استيائه من مستوى التبادل التجاري بين السودان وتركيا، مشيرًا إلى ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات التجارية. كما أكد على أهمية استئناف رحلات الطيران التركية إلى السودان قريبًا، وأشار إلى اتفاقية لعقد لجنة وزارية مشتركة في النصف الأول من عام 2025، بهدف تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والزراعة والتجارة والشؤون الاقتصادية.
المقترحات التركية
نقل الكاتب والصحفي عثمان ميرغني أن نائب وزير الخارجية التركي عرض ثلاثة مقترحات رئيسية، هي:
- إصدار بيانات موافقة على المفاوضات بين السودان والإمارات بصيغة مقبولة للطرفين.
- عقد لقاء قمة مباشر بين السودان والإمارات في أنقرة خلال يناير، مع استعادة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.
- بذل الجهود لوقف الحرب في السودان، مع تقديم الإمارات ضمانات للالتزام بوقف إطلاق النار.
المشهد الداخلي وتأثيره على المبادرة
يرى عثمان ميرغني أن نجاح المبادرة التركية يعتمد على الأوضاع الداخلية في السودان، حيث يجب معالجة المناخ السياسي الذي قد يؤثر على مسار المبادرة. كما أشار إلى تصريحات ياسر العطا، التي قد تعرقل جهود التهدئة قبل أن تبدأ المبادرة.
ختامًا
تعكس هذه التطورات رغبة جادة من الأطراف المعنية في تحقيق السلام والاستقرار في السودان وسط التحديات الراهنة.
