اخبار

ما وراء الكواليس.. هل يتحول السودان إلى ساحة حرب بالوكالة؟

متابعات – موجز الأحداث

متابعات – موجز الأحداث – بعد مرور أكثر من 500 يوم على اندلاع الصراع بين القوات المسلحة السودانية بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تتزايد المؤشرات حول تورط قوى دولية في الحرب من خلال الدعم العسكري، والتسليح، والمقاتلين الأجانب.

السودان ساحة صراع دولي بأيدٍ محلية

يرى العديد من المحللين والخبراء أن الحرب السودانية لم تعد مجرد نزاع داخلي، بل تحوّلت إلى صراع إقليمي ودولي تديره قوى خارجية عبر وكلائها المحليين، حيث تُستخدم السودان كأرض معركة غير مباشرة بين أطراف ذات مصالح متباينة.

أوكرانيا في قلب الصراع السوداني

من بين أبرز التدخلات الخارجية التي يتم الحديث عنها، يبرز دور أوكرانيا، حيث تواترت التقارير حول تورط القوات الأوكرانية في دعم قوات الدعم السريع عبر الطائرات المسيّرة والمستشارين العسكريين.

نفي أوكراني رغم الاعتراف الرسمي السابق

في محاولة لاحتواء الجدل، خرج السفير الأوكراني في السودان، ميكولا ناهورني، لينفي أي دعم تقدمه بلاده لقوات الدعم السريع، واصفًا التقارير التي تشير إلى ذلك بأنها “ادعاءات استفزازية ومفبركة”، معتبرًا أن السودان بات جزءًا من الحرب الإعلامية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا.

ومع ذلك، فإن تصريحات السفير تتعارض مع تأكيدات سابقة لمسؤولين أوكرانيين، من بينهم المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني، إيليا يفلاش، الذي نشر تصريحًا على فيسبوك في 7 يناير 2025، أكد فيه أن مشغلي الطائرات المسيّرة الأوكرانيين يدعمون قوات الدعم السريع بدعوة شخصية من حميدتي، مشيرًا إلى أن كييف ملتزمة بأكثر من 30 عقدًا عسكريًا في إفريقيا، من بينها السودان.

الولايات المتحدة ودعم قوات الدعم السريع

وفقًا للباحث محمد الكافوري، فإن العقوبات الأمريكية المفروضة على عبد الفتاح البرهان جاءت كإشارة دعم غير مباشرة لقوات الدعم السريع، موضحًا أن واشنطن كانت قد راهنت في بداية الصراع على قوات حميدتي، وزودتها بالأسلحة عبر الإمارات وفرنسا، بحسب تقارير منظمة العفو الدولية.

اكتشاف مخازن أسلحة أوكرانية بعد تقدم الجيش السوداني

خلال الأسابيع الأخيرة، وبعد نجاح الجيش السوداني في استعادة مواقع استراتيجية من قوات الدعم السريع، تم اكتشاف مخازن أسلحة تحتوي على طائرات مسيّرة ومعدات عسكرية أوكرانية في مناطق القتال، لا سيما في محور “ود الحداد”.

وفي استجابة لهذه التطورات، أصدر القائد العام للقوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان، تعليمات بنقل هذه الأسلحة إلى المخازن العسكرية في بورتسودان، مع اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لمنع تسريب صور أو معلومات عنها إلى وسائل الإعلام.

وسائل إعلام أوكرانية تؤكد التورط الرسمي

من جانبها، لم تنفِ الصحافة الأوكرانية هذا التورط، حيث نشرت صحيفة “كييف بوست” تقارير منذ بداية عام 2024 تؤكد وجود وحدات عسكرية أوكرانية تقاتل في السودان، كما صرح رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، كيريل بودانوف، بأن قوات أوكرانية خاصة تدعم قوات الدعم السريع.

كما أكد النائب الأوكراني أليكسي جونشارينكو في مقابلة مع شبكة CNN الأمريكية، أن كييف مستعدة للقتال بجانب واشنطن في أي بقعة من العالم، مما يلمح إلى التدخل الأوكراني في النزاعات الإفريقية، بما في ذلك السودان.

تورط أوكرانيا في صراعات أخرى عبر الميليشيات غير الشرعية

وفقًا لتقارير استخباراتية، لم يقتصر التدخل الأوكراني على السودان، بل شمل أيضًا تعاونًا مع ميليشيات وجماعات متطرفة في إفريقيا والشرق الأوسط، من بينها:

  • “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” في مالي، المصنفة كفرع لتنظيم القاعدة، والتي نفذت عمليات إرهابية ضد المدنيين.
  • “حرس الحدود” في السودان، الذي ارتُكب جرائم إبادة جماعية في إقليم دارفور.
  • “هيئة تحرير الشام” في سوريا، المصنفة إرهابية عالميًا، والتي تلقت دعمًا من كييف عبر إرسال 20 مشغل طائرات مسيّرة و150 طائرة FPV لمقر المعارضة في إدلب قبل الهجوم على قوات النظام السوري.

ختامًا: السودان بين الصراع الدولي والمصالح المتضاربة

تكشف التقارير الأخيرة أن الحرب في السودان لم تعد نزاعًا داخليًا فقط، بل باتت جزءًا من صراع جيوسياسي دولي معقد، حيث تتدخل قوى خارجية، بما في ذلك أوكرانيا، لتعزيز نفوذها عبر دعم الفصائل المسلحة.

ومع استمرار القتال، يظل السؤال الأهم: إلى أي مدى ستؤثر هذه التدخلات الخارجية على مستقبل السودان واستقراره؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى