
أكد الجيش السوداني، الأحد، أن محيط مصفاة الخرطوم للنفط أصبح آمناً بالكامل بعد استعادة السيطرة عليها من قوات الدعم السريع، باستثناء بعض القذائف غير المتفجرة والألغام التي يجري العمل على إزالتها.
تأمين المصفاة وتمشيط المناطق المحيطة
أعلن العميد جعفر محمد الشيخ، قائد قوات تحرير المصفاة، أن الجيش والقوات المساندة أكملوا تطهير شمال الخرطوم بحري، من منطقة أبو حليمة وحتى المصفاة. وأشار إلى أن القوات تجري عملية تمشيط واسعة، أسفرت عن ضبط أسلحة وذخائر، بالإضافة إلى أسرى من الدعم السريع، تم العثور عليهم مختبئين في الأشجار والمنازل القريبة من المصفاة.
وأكد الشيخ أن الدعم السريع لن يتمكن من العودة إلى المنطقة، مشددًا على أن القوات ستؤمن وجود الفرق الهندسية داخل المصفاة لضمان استقرار الوضع.
الحرائق في المصفاة وتحديات الإطفاء
رغم استعادة السيطرة، لا تزال الحرائق مشتعلة في المصفاة منذ خمسة أيام بسبب نقص مواد الإطفاء، مما زاد من تعقيد عمليات الإخماد.
وصرّح هشام محمد بابكر، المدير العام بالإنابة للمصفاة، أن الحريق الحالي هو الأكبر منذ اندلاع الحرب، موضحًا أن وحدة الدفاع المدني داخل المصفاة تعاني من نقص شديد في مواد الإطفاء، ما سمح للنيران بالانتقال من مستودعات الخام إلى وحدات الإنتاج.
وأشار إلى أن غرفة التحكم محصنة بتصميم هندسي قوي، مما ساهم في حمايتها من الأضرار المباشرة، لكنه أكد أن تشغيل المصفاة مجددًا يحتاج إلى إعادة تقييم هندسي شامل لتحديد حجم الأضرار وخطة الإصلاح.
تحديات إعادة تشغيل المصفاة
كشف حسن حسين حسن، مدير القطاع الفني بالمصفاة، أن عودتها للعمل تعتمد على نوعية الأضرار ومدى الحاجة إلى قطع غيار قد يتم تصنيعها حسب الطلب. كما أوضح أن عدد العاملين تقلص من 1100 إلى أقل من 100 عامل منذ اندلاع الحرب، حيث ظلوا يرابطون للحفاظ على المنشأة رغم التحديات الأمنية.
أهمية المصفاة وتأثير الحرب عليها
تغطي مصفاة الخرطوم 66% من احتياجات السودان من الوقود، لكنها توقفت عن العمل منذ يوليو 2023 بسبب المعارك. واضطرت إدارة المصفاة إلى التخلص من كميات الغاز لمنع انفجارات خطيرة، بينما استهلكت قوات الدعم السريع المخزون النفطي، مما دفع الجيش إلى قصف المستودعات لقطع الإمدادات عن المليشيا.
اتهامات متبادلة حول مسؤولية الحريق
تبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات حول التسبب في اندلاع الحرائق بالمصفاة، فيما أكد الجيش عزمه على إعادة تشغيل المنشأة فور السيطرة على الأوضاع الأمنية وإتمام الإصلاحات الفنية اللازمة.
يُذكر أن شركة مصفاة الخرطوم السودانية المحدودة تأسست عام 1997 وبدأت عملياتها عام 2000، بطاقة إنتاجية تصل إلى 100 ألف برميل يوميًا، ما يجعلها شريانًا رئيسيًا للطاقة في البلاد.