
أعلن وزير الخارجية السوداني، علي يوسف، أن المملكة المتحدة تخطط لعقد مؤتمر دولي بشأن السودان في منتصف أبريل المقبل، تزامنًا مع الذكرى الثانية لاندلاع الحرب في البلاد. وأكد يوسف، في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط»، أن المؤتمر سيركز على القضايا الإنسانية، وحماية المدنيين، وتعزيز جهود السلام، مشددًا على أنه لا يحمل أي أجندات سياسية أخرى.
وأشار الوزير إلى أن زيارة الوفد الدبلوماسي البريطاني إلى بورتسودان جاءت بهدف التنسيق مع الحكومة السودانية حول أهداف المؤتمر والأطراف المشاركة فيه. كما أعرب عن تفاؤله بالتعاون مع بريطانيا، لافتًا إلى أن الاجتماعات التي عُقدت سابقًا مع المسؤولين البريطانيين في ميونيخ عززت من هذا التنسيق.
وضم الوفد البريطاني المدير العام لشؤون أفريقيا والأميركتين وما وراء البحار في الخارجية البريطانية، هاريد ماثيوث، والمبعوث الخاص للسودان، ريتشارد كراودر، ومستشار السفارة البريطانية في القاهرة، مارك تايلور، ورئيس المكتب البريطاني للشؤون السودانية.
وخلال زيارته لبورتسودان، التقى الوفد بحاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، حيث ناقشوا تدهور الأوضاع الإنسانية في معسكرات النازحين، خاصة في دارفور. واتهم مناوي قوات الدعم السريع بإغلاق الطرق ومنع دخول المساعدات الإنسانية، داعيًا بريطانيا إلى لعب دور أكثر فاعلية في حل الأزمة.
ومن المتوقع أن تشمل محادثات الوفد البريطاني مع المسؤولين السودانيين مناقشة الاتهامات الموجهة للمملكة المتحدة بـ “التخلي عن مسؤولياتها الأخلاقية والسياسية كعضو دائم في مجلس الأمن”، إلى جانب اتهامات بإجراء اجتماعات سرية مع قادة قوات الدعم السريع.
وكانت بريطانيا، بالتعاون مع سيراليون، قد قدمت مشروع قرار لمجلس الأمن في نوفمبر 2024 لتعزيز حماية المدنيين في السودان، لكنها واجهت فيتو روسي، حيث اعتبرت موسكو القرار “تقويضًا لسيادة السودان”. وفي ديسمبر الماضي، أعرب نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، عن اعتراض حكومته على المواقف البريطانية تجاه النزاع السوداني، معتبرًا أنها “لا تدعم الشعب السوداني بالشكل المطلوب”.