مكالمة حميدتي المسربة.. كيف كشفت أمريكا سر الإمارات الخطير في السودان؟
متابعات _ موجز الأحداث _ كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير استقصائي حديث عن تورط العائلة الحاكمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديدًا نائب رئيس الدولة منصور بن زايد آل نهيان، في دعم وتسليح قوات الدعم السريع السودانية بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي“، وذلك عبر شبكة سرية لإمداد السلاح وعمليات تنسيق غير معلنة.
ووفقًا لمسؤولين بالاستخبارات الأميركية، فقد اعترضت واشنطن اتصالات مباشرة ومتكررة بين مسؤولين إماراتيين كبار، من ضمنهم منصور بن زايد، وقادة من قوات الدعم السريع، حيث تناولت هذه المكالمات الدعم اللوجستي والسياسي والعسكري المُقدم للميليشيا، خاصة في الأشهر الأولى من اندلاع الحرب في السودان.
التقرير أشار إلى أن حميدتي زار قصرًا تابعًا لمنصور بن زايد في أبوظبي في فبراير 2023، قبل أسابيع من تفجر النزاع في الخرطوم. كما سبق للرجلين أن التقيا في معرض للسلاح أقيم بالإمارات عام 2021، حيث شوهدوا معًا يتجولون وسط معروضات من الطائرات دون طيار والصواريخ الموجهة.
ويُتهم منصور بن زايد – وفقًا لتقرير الصحيفة – بأنه أحد أهم اللاعبين وراء الكواليس في ملفات تدخلات الإمارات الخارجية، خاصة في السودان وليبيا، ضمن استراتيجية تهدف لتعزيز النفوذ الإقليمي والسيطرة على الموارد الاستراتيجية في إفريقيا، كالموانئ والمعادن النادرة.
ورغم نفي الإمارات رسميًا لأي دعم عسكري لأطراف النزاع السوداني، إلا أن التقرير أوضح أن الولايات المتحدة استمرت في مراقبة اتصالات مباشرة بين مسؤولين إماراتيين وقادة الدعم السريع، مما يعزز من شكوك الدعم الخفي الذي توفره أبوظبي للميليشيا المتهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة.
وفي سياقٍ متصل، نقلت الصحيفة عن المبعوث الأمريكي السابق للقرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، تأكيده أن “منصور بن زايد كان دائمًا هو الرجل الذي يُدير اللعبة في السودان من خلف الستار”، في إشارة إلى النفوذ الواسع الذي يتمتع به داخل دوائر الحكم الإماراتي وخارجه.
الجدير بالذكر أن هذه الاتهامات تأتي وسط تصاعد المطالب الدولية بفرض عقوبات على الجهات التي يُشتبه في تورطها بتأجيج النزاع السوداني، في وقت تُواصل فيه الإمارات نفيها لتلك المزاعم دون تقديم توضيحات مفصلة للرأي العام أو المجتمع الدولي.











