الجنيه السوداني يواصل الانهيار ويسجل أدنى مستوى تاريخي أمام الدولار في السوق الموازي
متابعات _ موجز الأحداث
الجنيه السوداني يواصل الانهيار ويسجل أدنى مستوى تاريخي أمام الدولار في السوق الموازي
في ظل استمرار الحرب الأهلية التي دخلت عامها الثالث، يواجه الاقتصاد السوداني واحدة من أسوأ أزماته النقدية في التاريخ الحديث، إذ سجل الجنيه السوداني، اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025، تراجعًا قياسيًا جديدًا في السوق الموازي، حيث تجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي حاجز 3700 جنيه سوداني للمرة الأولى.
ويأتي هذا الانهيار المتسارع بعد سلسلة من التراجعات الحادة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، حين كان الدولار يُتداول عند نحو 560 جنيهًا فقط، ما يعني فقدان الجنيه أكثر من 560% من قيمته خلال أقل من عامين.
📉 تضخم غير مسبوق وانكماش اقتصادي حاد
بحسب تقرير حديث صادر عن البنك الدولي بعنوان “Sudan Economic Update: Charting a Path to Recovery”، فإن معدل التضخم السنوي في السودان قفز إلى 170% في عام 2024 مقارنة بـ66% في عام 2023، نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار الغذاء والنقل والإسكان بسبب انهيار سلاسل الإمداد وتوقف الإنتاج المحلي.
كما كشف التقرير عن انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 29.4% في عام 2023، تلاه تراجع إضافي بنسبة 13.5% في 2024، مما يعكس عمق الأزمة الاقتصادية التي تسببت فيها الحرب المستمرة منذ أكثر من 30 شهرًا.
💸 انهيار الثقة في العملة المحلية
وفي تقييم موازٍ، وصف صندوق النقد الدولي الوضع النقدي في السودان بأنه “انهيار شامل”، مشيرًا إلى أن الجنيه السوداني فقد دوره الأساسي كوحدة حساب ووسيلة تبادل.
وبحسب التقديرات، فإن أكثر من 80% من المعاملات اليومية تُنفذ حاليًا بالدولار أو عبر نظام المقايضة، بعد انهيار الثقة في العملة المحلية وتراجع التحويلات الخارجية بنسبة 70%، إلى جانب تآكل احتياطيات النقد الأجنبي، مما أدى إلى شلل شبه كامل في القطاع المصرفي.
💱 أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني اليوم – الأحد 5 أكتوبر 2025
| العملة | السعر بالجنيه السوداني |
|---|---|
| الدولار الأمريكي | 3700 |
| الريال السعودي | 986.66 |
| الجنيه المصري | 77.49 |
| الدرهم الإماراتي | 1008.17 |
| اليورو | 4352.94 |
| الجنيه الإسترليني | 5000 |
| الريال القطري | 1016.48 |
ويؤكد خبراء الاقتصاد أن استمرار التدهور النقدي دون إصلاحات هيكلية عاجلة وعودة الاستقرار الأمني والسياسي قد يدفع البلاد إلى مرحلة التضخم المفرط الكامل (Hyperinflation)، وهي المرحلة التي تفقد فيها العملة قيمتها بالكامل ويُصبح التعامل النقدي عديم الجدوى.









