
الكاتبة الإماراتية أمينة العريمي تطلق نداء بشأن السودان وتحذر
متابعات _ موجز الأحداث _ أطلقت الكاتبة والباحثة الإماراتية المتخصصة في الشأن الإفريقي، الدكتورة أمينة العريمي، دعوة واسعة إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي لدعم السودان في هذه المرحلة الحرجة، تحت عنوان:
“أما آن للقادة أن يقرأوا السودان بعين المستقبل، لا بذاكرة النزاعات؟”
وقالت العريمي إن دعم السودان اليوم ليس خيارًا سياسيًا، بل فرصة تاريخية لدول الخليج لإعادة رسم توازن استراتيجي جديد في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي، مضيفة:
> “تعاونكم مع السودان اليوم ليس خيارًا، بل ضرورة، فالسودان هو بوابة الخليج نحو إفريقيا، ومفتاح أمن البحر الأحمر واستقرار الإقليم.”
وأكدت العريمي أن السودان، رغم الحرب المدمرة التي عاشها منذ أبريل 2023، لا يزال يمتلك مقومات الدولة الإقليمية المحورية، وأن المؤسسة العسكرية السودانية باتت “الضامن الأول والأخير لسيادة الدولة الوطنية في نظر المجتمع الدولي”، مشيرة إلى أن الانتقال إلى الحكم المدني الحقيقي لن يتحقق إلا عبر توافق وطني شامل ووعي سياسي ناضج يتجاوز الاصطفافات الضيقة.
وفي تحليلها للعوامل الإقليمية، اعتبرت العريمي أن واشنطن تدرك خطورة تصاعد النفوذ الإيراني في البحر الأحمر وباب المندب، وأن “فتور الموقف الأمريكي تجاه الحرب في السودان قد يكون جزءًا من محاولة لإعادة تشكيل خريطة النفوذ الإقليمي عبر خلط الأوراق ودفع الخرطوم باتجاه طهران”، الأمر الذي ينعكس مباشرة على الأمن الخليجي.
وأضافت أن تباين مواقف دول الخليج تجاه الأزمة السودانية منح الولايات المتحدة هامشًا أوسع للتعامل المنفرد مع الملف، مؤكدة أن “الحراك الأمريكي الأخير ليس من باب الحرص على إيقاف الحرب، بل للحد من صعود التأثير الإيجابي للمؤسسة العسكرية السودانية في الوعي الشعبي والسياسي.”
وشددت الكاتبة الإماراتية على ضرورة أن تتبنى دول مجلس التعاون استراتيجية خليجية موحدة تجاه السودان ما بعد الحرب، مبنية على قراءة واقعية للمشهد الداخلي وتقاطعاته الإقليمية، مشيرة إلى أن “التحرك الفردي لم يعد مجديًا في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها القارة الإفريقية”.
واختتمت العريمي مقالها بالقول إن “السودان اليوم ليس ساحة نزاع، بل فرصة جيوسياسية نادرة لمن يحسن قراءة الجغرافيا قبل فوات الأوان.”











