شنت قوات الدعم السريع، أمس الثلاثاء، حملة اعتقالات واسعة طالت أعدادًا كبيرة من المواطنين بمدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، بزعم تورطهم في إرسال إحداثيات لمواقع عسكرية قصفها الطيران التابع للجيش ليل الاثنين.
وتعرضت نيالا، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع لقصف جوي عنيف تسبب في مقتل أعداد كبيرة من المدنيين ودمار هائل طال مرافق خدمية، بينها المطار.
وأفادت مصادر لـ”سودان تربيون” أن “استخبارات قوات الدعم السريع اعتقلت عشرات المدنيين من مناطق متفرقة في نيالا، في مقدمتها سوق موقف الجنينة، واقتادتهم إلى مكاتبها بعد اتهامهم بإرسال إحداثيات لمواقع عسكرية تعرضت للقصف”.
وذكر مصدر عسكري لـ”سودان تربيون” أن الطيران الحربي دمر الجزء الأكبر من مطار نيالا الدولي، بما في ذلك المدرج الرئيسي وأبراج المراقبة وموقع للتشويش جنوب المطار، بالإضافة إلى مكاتب إدارية.
وتشير مصادر عسكرية ومواطنون يقيمون بالقرب من المطار إلى أن طائرة شحن عملاقة كانت تهبط باستمرار في مدرج المطار لتفرغ شحنات من السلاح والذخائر قبل أن تقلع ناقلة معها عشرات الجرحى من عناصر قوات الدعم السريع.
وسابقًا، تعرض المطار لاستهداف جوي تسبب في دمار جزئي قبل أن تقوم عناصر الدعم السريع بصيانته وترميمه.
وذكرت المصادر أن القصف الجوي طال أيضًا مهبطًا خاصًا ببعثة “اليوناميد” سابقًا، مما أدى إلى تدميره بالكامل. كما استهدف القصف معسكرًا تابعًا لشرطة الاحتياطي المركزي، ومقر الإدارة العامة للمرور، ومقر وزارة المالية، التي رجحت المصادر أنها كانت مواقع لتخزين السلاح، حيث تسبب القصف في وقوع انفجارات قوية واشتعال نيران لساعات طويلة.
وأضافت المصادر أن الطيران استهدف كذلك معسكر “أندر”، الذي كان يضم أعدادًا كبيرة من مستنفري قوات الدعم السريع،كان يُخطط لنقلهم إلى الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. كما شمل القصف معسكرًا للتدريب تابعًا لقوات الدعم السريع في جبل “كلوة” شمال شرق محلية بليل.
وفرضت قوات الدعم السريع إجراءات أمنية مشددة، حيث منعت المدنيين من الوصول إلى الأماكن التي تعرضت للاستهداف.