تتزايد معاناة المواطنين والمرضى في ولاية الأبيض يوماً بعد يوم نتيجة ظروف الحرب وانقطاع الطرق بسبب سيطرة قوات الدعم السريع على عدة مسارات، مثل طريق سنار كوستي عند جبل موية وطريق كوستي الأبيض في ولاية شمال كردفان، مما أدى إلى ارتفاع حاد في الأسعار.
تدهور الخدمات:
قال أحد المواطنين من ربك لراديو دبنقا إن الأوضاع الإنسانية أصبحت صعبة للغاية نتيجة لارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات بشكل عام، وخاصة في المجال الطبي والصحي. وأوضح أن تكلفة زيارة الطبيب كانت سابقاً 2000 جنيه، بينما زادت الآن إلى 10000 جنيه. كما ارتفعت أسعار الفحوصات الطبية، حيث كان فحص الدم والبول يكلف بين 2000 و2500 جنيه، وأصبح الآن 5000 جنيه.
ارتفاع أسعار الأدوية:
وأشار إلى زيادة كبيرة في أسعار الأدوية، بالإضافة إلى نقص حاد في الأدوية الضرورية لإنقاذ الحياة. وذكر أن حبوب الملاريا التي كانت تُباع سابقاً بمبلغ 1000 جنيه، أصبح سعرها الآن يتراوح بين 4000 و5000 جنيه. كما أن حقن “سامكسون” لعلاج الالتهابات التي كانت تُباع بسعر 2000 جنيه، أصبحت اليوم تكلف 6000 جنيه للحقنة الواحدة.
المزيد من المشاركات
وأكدت التقارير أن أسعار السلع تتزايد يومياً نتيجة الحرب وإغلاق الطرق من قبل قوات الدعم السريع، مما يُشكل قلقاً كبيراً للمواطنين الذين يعيشون تحت ضغط الظروف الاقتصادية ويسعون يومياً لتأمين قوت يومهم.
انتشار ظاهرة التسول:
أوضح المواطن أن الأوضاع الناجمة عن الحرب أدت إلى ظهور ظاهرة التسول، خاصة بين النازحين الذين أجبرتهم الحرب على ترك مناطقهم. وذكر أن المتسولين يتواجدون بكثرة في ولاية النيل الأبيض، خاصة في مدينتي كوستي وربك، ومعظمهم من الأطفال والنساء وبعض الرجال.
وأشار إلى أن ظروف الحرب أجبرت العديد من الأشخاص على التسول بسبب نقص فرص العمل، حيث يجلس المحتاجون على جوانب الطرق والأسواق والمساجد وغيرها من الأماكن، يطلبون المساعدة من المارة، مما يعكس الصورة المؤلمة لتأثير الحرب التي حولت الكثيرين إلى متسولين.
الوضع المعيشي فوق الاحتمال:
أشار إلى وجود زيادة كبيرة في أسعار السلع، في ظل نقص السيولة المالية لدى المواطنين، مما زاد من معاناتهم يوماً بعد يوم. وأكد أن الوضع الاقتصادي أصبح يمثل ضغطاً كبيراً على المواطنين يفوق قدرتهم على التحمل، مشيراً إلى أن النفقات اليومية تتراوح على الأقل بين 10 إلى 15 ألف جنيه لأسرة مكونة من أربعة أفراد، مع وجود بعض المواد الغذائية المتاحة في المنزل.
