جبل أووم يشهد معارك ضارية واستمرار مواجهات الفاشر : التفاصيل
شهدت منطقة جبل أووم في ولاية غرب دارفور يوم الإثنين مواجهات عنيفة بين القوات المشتركة وقوات الدعم السريع، حيث تباينت المعلومات حول الجهة التي تسيطر على المنطقة التي تقع على بعد حوالي 50 كيلومترًا من مدينة الجنينة.
أكد محمد إدريس، منسق الإعلام في السلطة المدنية بولاية غرب دارفور، أن القوة المشتركة تسيطر على محلية كلبس في الولاية، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع تسيطر على منطقة جبل أووم.
كانت قد تناقلت صفحات داعمة للقوة المشتركة للحركات المسلحة على وسائل التواصل الاجتماعي أخباراً تفيد بأن القوة المشتركة قد تمكنت من السيطرة على جبل أووم، الذي يقع بين مدينتي كلبس وصليعة.
قطع الطريق
أفادت القوة المشتركة في بيان حصلت عليه “راديو دبنقا” أن القوة المشتركة في قطاع غرب دارفور نجحت في منع قافلة الدعم السريع التي كانت في طريقها إلى مدينة كلبس، التي تُعتبر أكبر مدينة لجأ إليها النازحون من مدن ومحليات وقرى غرب دارفور.
أوضح البيان أن القوات المشتركة اشتبكت في منطقة أووم مع قوات الدعم السريع التي تتكون من حوالي 70 عربة قتالية ومئات من الدراجات النارية، مشيرًا إلى أن القوات المشتركة تمكنت من حسم المعركة واستولت على 12 عربة قتالية.
تم إحراق وتدمير 17 عربة قتالية، وتم أسر 11 فرداً، بالإضافة إلى مئات المصابين ومقتل المقدم حمدان ضيف الله آدم والرائد عيسى الشبابي.
وقوع اشتباكات
من ناحية أخرى، ذكر الباشا طبيق، مستشار قائد قوات الدعم السريع، على صفحته في موقع (أكس) أن قوات الدعم السريع في غرب دارفور تمكنت من هزيمة القوات المشتركة في منطقة أووم بولاية غرب دارفور، موضحًا أنهم تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. وأشار إلى استلام 24 سيارة دفع رباعي مزودة بكامل عتادها، كما تم تدمير 8 سيارات، وتجاوز عدد القتلى 100.
أكد منسق الإعلام بالسلطة المدنية في ولاية غرب دارفور، محمد إدريس، في مقابلة مع “راديو دبنقا”، وقوع الاشتباكات في جبل أووم. وأشار إلى أن قوات الدعم السريع تسيطر على المنطقة التي كانت تُستخدم سابقاً كمعسكر للحركات المسلحة، موضحاً أنه لا يوجد سكان في المنطقة، وأن أي نزوح حدث هو نتيجة لدخول الحركات المسلحة إلى منطقة كلبس وإرهاب المواطنين، بعد أن هاجمت منطقة أووم.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع ليس لديهم أي عداوة تجاه المواطنين، بل هم فقط يعارضون من يهاجمهم ويستخدم السلاح ضدهم. وذكر أنه تم تشكيل قوة مسؤولة عن حماية المدنيين، وهي تتمثل في تأمين المواطنين والمنظمات (منظمات الإغاثة الإنسانية بالتنسيق مع الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية)، مشيراً إلى انتشار هذه القوة في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم حيث تقوم بتأمين المواطنين.
معارك عنيفة
أكد الصحفي علاء الدين بابكر، مقرر غرفة الطوارئ بولاية غرب دارفور، لراديو دبنقا أن معارك عنيفة شهدتها المنطقة الشمالية من غرب دارفور يوم الإثنين، تحديداً في المنطقة الواقعة بين محليتي كلبس وصليعة، المعروفة باسم أووم التي تتميز بجبل أووم. وأوضح أنه لا توجد حركة نزوح من هذه المنطقة نتيجة المعارك، مشدداً على أن المنطقة خالية من السكان.
قال إن المعلومات المتاحة حول المعركة قليلة، مشيراً إلى أن أنصار كل جانب يزعمون أنهم انتصروا. وأضاف أنه لا يوجد تصريح رسمي سوى بيان القوة المشتركة في نهاية يوم الاثنين، حيث أعلنت أنها انتصرت في المعركة. وتابع بأنه اعتاد بعد كل معركة أن تظهر فيديوهات توضح من الذي حسمها لصالحه، لكن حتى الآن لا توجد فيديوهات أو صور من المعارك في شمال الجنينة تدعم أي من الجانبين.
هدوء الأوضاع بالجنينة
وأشار إلى أن هذه المعارك تبعد عن الجنينة حوالي 100 كيلومتر، إلا أنها أثارت بعض النقاشات بين المواطنين في المدينة. وكان السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ستصل الحرب إلى الجنينة أم لا؟ موضحًا أن سكان الجنينة عانوا من الحرب في السابق، التي استمرت حوالي شهرين وكانت معارك عنيفة، وقد شهد المجتمع مآسي هذه الحروب، لذا لا يرغبون في أن تتكرر الحرب في الجنينة مرة أخرى.
وأشار إلى أن الحياة تسير بشكل طبيعي في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، ولم تتأثر إلا بالشائعات المتداولة حول قرب انتقال الحرب والمعارك إلى الجنينة.
أوضح أن الأحاديث التي تدور بين المواطنين في المدينة حول طبيعة القوات التي دخلت كلبس ومنطقة جبل أووم بغرب دارفور والتي اشتبكت مع الدعم السريع، تشير إلى أن البعض يقول إنها قادمة من ليبيا بينما يقول آخرون إنها قادمة من الفاشر. وأشار إلى أن العديد من المراقبين يرون أن الهدف من الهجوم على بعض المناطق في ولاية غرب دارفور ليس الدخول إلى مدينة الجنينة، بل هدفه تخفيف الضغط عن مدينة الفاشر المحاصرة.
إستمرار القصف
قصفت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر صباح اليوم الثلاثاء، وسقطت قذائف في الجزء الغربي من المدينة. وذكرت القوة المشتركة في بيان حصلت عليه “راديو دبنقا” أنه في الساعات الأخيرة من مساء الأحد حاولت مجموعة من قوات الدعم السريع، والتي تتكون من 47 عربة قتالية مدعومة بكتيبة من المشاة، التوغل إلى داخل المدينة بعد قصف مدفعي مكثف بلغ 72 قذيفة. وأضاف البيان أن القوات هاجمت من محورين، الشرقي والجنوبي، وأوضح أن المقاومة الشعبية والقوات القتالية والشباب والكنداكات والقوات المسلحة وقوات عرت عرت والقوات المشتركة تصدت لهذه المحاولة.
وأوضح البيان أن قوات الدعم السريع تكبدت خسائر كبيرة مما اضطرهم إلى الهروب