
بين البرهان وحمدوك.. ما الذي يُخطط له؟
متابعات _ موجز الأحداث _ كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة لـ”الطابية” عن ترتيبات جارية لعقد لقاء غير مسبوق في العاصمة المصرية القاهرة بين رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الله حمدوك، زعيم تحالف “صمود” لقوى الثورة، وذلك خلال الأيام القليلة المقبلة، في خطوة وُصفت بأنها الأكثر أهمية منذ اندلاع الحرب في السودان قبل أكثر من عامين.
وبحسب المعلومات المؤكدة، يجري التحضير لهذا اللقاء بعيداً عن الأضواء، بتنسيق إقليمي ودولي واسع، في وقت تشهد فيه المنطقة حراكاً مكثفاً من “الآلية الرباعية” التي تضم الولايات المتحدة، السعودية، مصر، والإمارات، بهدف التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار يمهد لعملية سياسية شاملة تعيد الاستقرار إلى السودان.
ترتيبات خلف الكواليس
وقالت المصادر إن اللقاء المرتقب بين البرهان وحمدوك يأتي ضمن مسار تفاوضي غير معلن تشرف عليه جهات إقليمية، ويُتوقع أن يفضي إلى بيان مبادئ مشترك حول مستقبل الحكم في السودان، يراعي التوازن بين القوى المدنية والعسكرية.
وذكرت صحيفة Africa Intelligence الفرنسية أن البرهان أبدى انفتاحاً جديداً على المقترحات الأمريكية، في محاولة لإعادة بناء الثقة مع واشنطن وتخفيف الضغوط المتعلقة بعلاقات الجيش مع إيران وحركة حماس، وهي النقطة التي كانت محور قلق أمريكي وإقليمي في الفترة الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإمارات لعبت دوراً محورياً في تشكيل الانطباع السلبي تجاه الجيش السوداني، في إطار تنافسها مع مصر والسعودية على النفوذ داخل السودان، فيما تسعى واشنطن الآن إلى إعادة التوازن عبر تحرك دبلوماسي واقتصادي واسع النطاق.
تحرك أمريكي موازٍ
وفي سياق متصل، كشفت المصادر أن فريق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب يجري اتصالات خلف الكواليس مع أطراف سودانية وإقليمية لترتيب محادثات موسعة في القاهرة بين الفصائل المتنازعة، بهدف دعم مسار التسوية الشاملة.
ووفق التسريبات، تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز الدور الأمريكي في الاقتصاد السوداني، خصوصاً في قطاعي الذهب والمعادن النادرة، في إطار رؤية استراتيجية لضمان نفوذ واشنطن في واحدة من أغنى مناطق إفريقيا بالموارد الطبيعية.
وتوقعت المصادر أن وفداً من كبرى شركات التعدين الأمريكية سيزور مدينة بورتسودان خلال الأسابيع المقبلة لاستكشاف فرص الاستثمار، تمهيداً لتوقيع اتفاقيات اقتصادية كبرى في حال نجاح الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار واستعادة الاستقرار.
القاهرة.. مركز ثقل جديد للأزمة السودانية
يُنظر إلى القاهرة اليوم كأحد المحاور الإقليمية الأكثر فاعلية في ملف السودان، بعد أن نجحت في جمع أطراف متباعدة تحت مظلة الحوار خلال الأشهر الماضية، بدعم من السعودية والولايات المتحدة.
ويرى مراقبون أن اللقاء المرتقب بين البرهان وحمدوك قد يشكل نقطة تحول في مسار الأزمة السودانية، إذا ما أُنجز ضمن تفاهمات إقليمية ودولية تضمن استدامة وقف النار وتهيئة المناخ لعملية سياسية جديدة.
وتأتي هذه التحركات في ظل تزايد المخاوف الدولية من توسع نطاق الحرب السودانية وتحولها إلى صراع إقليمي، ما يجعل من الجهود المصرية الحالية آخر نافذة أمل لتجنب انهيار الدولة بشكل كامل.











