اخباراقتصاد

الدعم السريع تكشف مصير حقل هجليج النفطي 

متابعات _ موجز الأحداث

الدعم السريع تكشف مصير حقل هجليج النفطي 

متابعات _ موجز الأحداث _ أعلن الدعم السريع، بعد ساعات من دخوله حقل هجليج النفطي بولاية غرب كردفان، أنه يعتزم إقرار اتفاقيات جديدة بشأن النفط، مع التأكيد على مراجعتها بما يحقق ما وصفه بـ”مصلحة السودان والسودانيين”، مستنداً إلى أن أغلب الحقول والمنشآت الفنية تقع الآن تحت سيطرته. وقال الناطق الرسمي للتنظيم د. علاء الدين عوض نقد إن السيطرة على هجليج تمثل – بحسب وصفه – معالجة لاختلالات تاريخية في علاقة السلطة بمناطق الإنتاج، مشيراً إلى أن السياسات المركزية السابقة أسهمت في تهميش المجتمعات المنتجة رغم العائدات الكبيرة للنفط.

وفي سياق متصل، أكد رئيس الإدارة المدنية في غرب كردفان يوسف عليان اكتمال التنسيق مع قيادة الدعم السريع لتجهيز قوة خاصة لحماية الحقل وفق أعلى المعايير، معلناً اتخاذ إجراءات طوارئ تشمل حظر دخول أي قوة غير مخوّلة، ومنع السيارات الخاصة والدراجات النارية، وإزالة البوابات غير الرسمية، مع تفويض القوة المسؤولة باستخدام الوسائل المشروعة لضمان الأمن. كما أعلن عن تنسيق أمني مع ولاية الوحدة في جنوب السودان لمنع التوتر على حدود مناطق التماس.

وفي قراءة أوسع للمشهد، أوضح الخبير الأمني والسياسي مكاوي الملك أن ما يجري في هجليج يتجاوز الطابع الميداني، معتبراً إياه “معركة نفوذ دولية” مرتبطة—بحسب تقديره—بالتنافس بين واشنطن وأبوظبي لتحجيم الدور الصيني في أفريقيا، لافتاً إلى أن انسحاب شركة CNPC الصينية من السودان قبل أيام جاء بعد تهديدات متواصلة للمنشآت النفطية. وأضاف أن جنوب السودان، الذي تربطه مصالح نفطية مباشرة بمناطق الإنتاج، لن يدخل في مواجهة عسكرية قد تضر بمصالحه.

وكانت شركة CNPC قد أعلنت إنهاء أعمالها في السودان بعد ثلاثة عقود من الشراكة، بسبب التردي الأمني في مربع 6 بمنطقة بليلة، وأخطرت الخرطوم برغبتها في عقد اجتماع خلال ديسمبر لبحث الإنهاء المبكر لاتفاقيات تقاسم الإنتاج وخط الأنابيب، مع تحديد نهاية الشهر موعداً أقصى لإنهاء الالتزامات، مستندة إلى ظروف “القوة القاهرة”.

من جانبه، قال الناشط السياسي محمد عادل إن القوة المتمركزة في هجليج كانت محدودة وتتبع للواء 90 من الفرقة 22 بابنوسة، مرجحاً أن انسحابها لم يكن مفاجئاً بعد تعرض المنطقة لغارات متكررة بطائرات مسيّرة، استهدفت مهندسين ومواقع خدمية. وأكد أن عمليات إجلاء منظمة للمهندسين والسكان بدأت قبل أيام، مما جعل سقوط المنطقة مسألة وقت.

وأضاف عادل أن السيطرة على هجليج ليست الهدف النهائي للدعم السريع، بل محطة ضمن مسار توسعي أكبر يشمل الدلنج وكادوقلي والرهد، وصولاً إلى الأبيض ثم تهديد مناطق في غرب النيل الأبيض والخرطوم، ما لم تتغير المعطيات الميدانية. ونفى عادل وجود “خيانة” وراء الانسحاب، مؤكداً أن ما حدث يعود إلى تفوق عسكري واضح للدعم السريع الذي أعاد هيكلة قواته ورفع مستوى إمداداته، بينما واجهت القوات الحكومية حصاراً وعزلاً في عدة محاور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى