أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، ضرورة أن يتضمن الانتقال للمسار السياسي لحل الأزمة السودانية مشاركة “كافة الأطراف وفقاً للمصلحة الوطنية السودانية دون غيرها”.
جاء ذلك خلال استقبال السيسي وفداً سودانياً من المشاركين في مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية الذي استضافته مصر، بحضور وزير الخارجية ورئيس المخابرات المصرية، بالإضافة إلى عدد من ممثلي الأطراف الإقليمية والدولية، من بينهم وزير خارجية تشاد، وكبار مسئولي الإمارات وقطر وجنوب السودان وألمانيا، فضلاً عن ممثلي الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، وسفراء فرنسا والمملكة المتحدة والنرويج والاتحاد الأوروبي والسعودية، بالقاهرة.
وذكرت الرئاسة المصرية في بيان أن السيسي شدد خلال اللقاء على ضرورة أن “يكون شعار السودان أولاً هو المحرك لجميع الجهود الوطنية المخلصة، فضلاً عن ضرورة أن ترتكز أية عملية سياسية ذات مصداقية، على احترام مبادئ سيادة السودان، ووحدة وسلامة أراضيه، والحفاظ على الدولة ومؤسساتها، باعتبارها أساس وحدة وبناء واستقرار السودان وشعبه”.
وقال السيسي إن القاهرة حريصة على التنسيق والتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين لحل الأزمة السودانية، لافتاً إلى أن “الدولة المصرية تبذل أقصى جهد، سواء ثنائياً، أو إقليمياً ودولياً، لمواجهة تداعيات الأزمة السودانية، وذلك عبر تقديم كافة أوجه الدعم، بما يعكس خصوصية العلاقات المصرية السودانية”.
وأشار الرئيس المصري إلى أن مصر مستمرة في إرسال “عدد كبير من شحنات المساعدات الإنسانية للأشقاء في السودان، فضلاً عن استضافة ملايين السودانيين بمصر”.
“لحظة فارقة”
وأعرب السيسي عن “تقديره لاستجابة المشاركين للدعوة المصرية لعقد هذا المؤتمر المهم، تحت شعار معاً لوقف الحرب، في ظل اللحظة التاريخية الفارقة التي يمر بها السودان الشقيق، والتي تتطلب تهيئة المناخ المناسب، لتوحيد رؤى السودانيين تجاه كيفية وقف الحرب”.
وأضاف أن مصر “لن تألو جهداً، ولن تدخر أية محاولة، في سبيل رأب الصدع بين مختلف الأطراف السودانية، ووقف الحرب، وضمان عودة الأمن والاستقرار، والحفاظ على مقدرات الشعب السوداني”، مؤكداً ضرورة “تكاتف المساعي للتوصل لحل سياسي شامل، يحقق تطلعات شعب السودان، وينهي الأزمة العميقة متعددة الأبعاد التي تعيشها البلاد، بما تحمله من تداعيات كارثية على مختلف الأصعدة، السياسية والاجتماعية والإنسانية”.
واستضافت القاهرة، السبت، مؤتمراً للقوى السياسية والمدنية السودانية. وتضمن البيان الختامي للمؤتمر إدانة كل الانتهاكات التي ارتكبت خلال الحرب في السودان، والدعوة إلى ضرورة الوقف الفوري للقتال بما يشمل آليات وسبل ومراقبة الوقف الدائم لإطلاق النار ووقف العدائيات.
وطالب المشاركون في المؤتمر الذي عُقد تحت شعار “معاً من أجل وقف الحرب”، جميع أطراف الصراع في السودان بمراجعة مواقفهم لوقف الحرب.
واعتبر البيان أن الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع تُمثل “لحظة حرجة من تاريخ السودان، تُهدد استقراره واستقلاله ووحدة أراضيه، وبقاءه كدولة، وتسبّبت بكارثة إنسانية مريعة، وعصفت بملايين الأسر”.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل 2023، بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خطط لدمج الدعم السريع في الجيش.