موجز الاحداث

مواجهات مستمرة وتضارب الأنباء “الفاشر”….

0

شهدت مدينة الفاشر صباح يوم الأحد هدوءًا مشوبًا بالحذر بعد ثلاثة أيام من المعارك العنيفة، حيث تباينت المعلومات حول الجهات التي تسيطر على المحور الجنوبي من المدينة.

أفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر بأن الاشتباكات بين الجيش ومليشيات الجنجويد تجددت في الساعة التاسعة مساءً يوم السبت في المحور الشرقي الجنوبي واستمرت لمدة ساعة.

نشر مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، مقطع فيديو عبر منصة إكس مساء الجمعة، أشار فيه إلى أن الجيش والقوات المشتركة قد استعادوا مستشفى الفاشر الجنوبي. وأكد في تغريدة له أن الهجوم السبعين على الفاشر قد تم صدّه، بينما قامت قوات الدعم السريع بنشر مقاطع فيديو تظهر استمرار سيطرتها على المستشفى الجنوبي والمحور الجنوبي للمدينة.

يبعد المستشفى الجنوبي حوالي ثلاثة كيلومترات عن موقع الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش، ويُعتبر نقطة الدفاع الأساسية عن مقر هذه الفرقة من الناحية الجنوبية للمدينة، حيث يمكن للجهة المسيطرة عليه التحكم في الطريق الذي يربط بين مقر الفرقة والمحور الجنوبي.

قصف جوي غير مقصود

من جهة أخرى، أفادت قيادة الفرقة السادسة مشاه في الفاشر، يوم السبت عبر صفحتها على فيسبوك، بمقتل 5 أشخاص وإصابة 9 آخرين نتيجة قصف جوي وصفته بأنه كان غير متعمد. وأكدت أن بين القتلى والجرحى شخصين برتبة مساعد، وستة برتبة رقيب أول، وستة برتبة رقيب.

نفت الأرقام التي قدمتها قوات الدعم السريع حول عدد القتلى والجرحى المرتبطين بالقصف، وكذلك ادعاءاتها بأن القصف كان متعمداً ويستهدف مخازن الذخيرة. أشارت مصادر إعلامية مرتبطة بقوات الدعم السريع إلى أن القصف كان متعمداً واستهدف مخازن الذخيرة كإجراء احترازي لمنع السيطرة عليها من قبل قوات الدعم السريع.

أفادت المصادر الداعمة لقوات الدعم السريع بأنها تسيطر على سلاح المدفعية، إلا أن مصادر قريبة من الجيش نفت هذا الادعاء. ووفقًا لبيان الفرقة السادسة، شهدت مدينة الفاشر يوم السبت اشتباكات مع قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى تسجيل عشوائي في أحياء المدينة ومحاولات للتسلل عبر المشاة.

شائعات

اتهم الرائد أحمد حسين مصطفى، المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، قوات الدعم السريع بنشر شائعات وأخبار كاذبة حول الوضع الميداني في مدينة الفاشر. واعتبر ذلك بمثابة تعويض نفسي بعد ما أسماه بالهزائم المتتالية، واتهام قوات الدعم السريع بتنظيم حملة إعلامية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أخبار وفيديوهات مفبركة تهدف إلى تضليل الرأي العام وخلق حالة من الارتباك.

مقتل قادة

تسببت المعارك في الفاشر في مقتل عدد من قادة قوات الدعم السريع، من بينهم عبدالرحمن قرن شطة، والعقيد مجدي عبد الله يوسف من الجيش، بالإضافة إلى عدد من قادة القوات المشتركة.

أدى القصف المتبادل بين الطائرات والمدفعية والاشتباكات المستمرة إلى إدخال حالة من الرعب والهلع بين المدنيين، الذين لجأوا لحفر خنادق داخل منازلهم للوقاية من القصف.

أظهرت مصفوفة تتبع النزوح الخاصة بمنظمة الهجرة الدولية في تقرير اطلع عليه راديو دبنقا، أن 50 أسرة قد نزحت من مدينة الفاشر يوم الخميس الماضي إلى منطقة طويلة وبعض المناطق داخل الفاشر بسبب الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

مطالبات أمريكية

طالبت الولايات المتحدة قوات الدعم السريع بالتعجيل في إنهاء الهجوم على الفاشر. ودعا سين سافيت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، في تغريدة على منصة إكس إلى ضرورة إيقاف قوات الدعم السريع هجماتها على الفاشر فورًا، مشيرًا إلى أن الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة يشكل خطرًا على حياة مئات الآلاف من السودانيين الذين يعانون من المجاعة والنزوح.

أعرب المبعوث الأمريكي إلى السودان، توم بيريللو، عن قلقه الشديد تجاه الهجمات المستمرة التي تنفذها قوات الدعم السريع، موضحًا في تغريدة على منصة إكس أن الهجمات المتكررة على الفاشر وقصف معسكري أبو شوك والسلام للنازحين قد أحدثت معاناة كبيرة للمدنيين السودانيين، حيث فر العديد منهم إلى الفاشر هربًا من الاشتباكات في دارفور. وطالب قوات الدعم السريع بوقف هجومها واتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لحماية أرواح الأبرياء.

أعربت مجموعة “متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان”، التي تضم الولايات المتحدة وسويسرا ومصر والسعودية والإمارات والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، عن قلقها الشديد بشأن تصاعد الأعمال القتالية في الفاشر وبقية مناطق دارفور، ودعت إلى وقف فوري للقتال. كما ناشدت بوقف إنساني للقتال في ولايات سنار والخرطوم والجزيرة لتمكين تدفق المساعدات إلى هذه المناطق وتقديم الدعم اللازم للشعب السوداني في ظل الأوضاع الصعبة التي يواجهها.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.