القضارف : مواجهات وغارات في الفاو بمحاولة للسيطرة
اندلعت اشتباكات عنيفة، يوم الجمعة، في محور الفاو بولاية القضارف شرقي السودان، حيث شهدت المنطقة مواجهات مسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع باستخدام الأسلحة الثقيلة. هذه الاشتباكات تأتي في وقت حساس، حيث تتصاعد التوترات بين الطرفين في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة في البلاد.
المعارك تركزت في منطقة الخياري، التي تمثل نقطة استراتيجية بين ولاية القضارف وولاية الجزيرة، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على المنطقة منذ ديسمبر الماضي.
وفقًا لمصادر عسكرية بحسب سودان تربيون، تمكنت قوات الجيش من التقدم من محور الفاو نحو ولاية الجزيرة، مما أدى إلى اشتباكات مباشرة مع قوات الدعم السريع في منطقة القرية 27 على الطريق القومي الذي يربط القضارف وود مدني.
في سياق متصل، تدخلت الطائرات الحربية لتنفيذ غارات جوية على مواقع قوات الدعم السريع التي تمركزت غرب دفاعات الجيش في الخياري، مما زاد من حدة الاشتباكات وأدى إلى تفاقم الوضع الأمني في المنطقة. هذه التطورات تعكس استمرار الصراع المسلح في السودان وتأثيره على الاستقرار الإقليمي.
كشفت مصادر مطلعة عن رصد تجمعات لأسطول من السيارات القتالية التابعة لقائد قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، أبو عاقلة كيكل. يُقدّر عدد هذه السيارات بحوالي 35 مركبة، وقد تم رصدها في منطقة جبل الأباتور.
تشير المعلومات إلى أن هذه القوات تخطط لتنفيذ عمليات فزع وإسناد، وذلك في حال تقدم الجيش نحو ولاية الجزيرة. هذه التحركات تأتي في ظل التوترات المتزايدة في المنطقة، مما يثير القلق بشأن الأوضاع الأمنية.
وتفصيلا شهدت محلية الفاو بولاية القضارف اشتباكات عنيفة يوم الجمعة، حيث أفاد شهود عيان لمراسل “راديو دبنقا” بأن مناطق وقرى في محور أم القرى والقرية صفر والمقرَّح تعرضت لهجوم من قبل قوات الدعم السريع. بدأت الاشتباكات في الساعة الحادية عشر صباحًا، حيث استهدفت القوات مواقع تابعة للجيش السوداني.
وأوضح أحد الشهود أن قوات الدعم السريع تحركت بعدد كبير من العربات القتالية نحو منطقة أم القرى، حيث انقسمت إلى محورين. وتهدف هذه الهجمات إلى السيطرة على الفاو من خلال الهجوم على منطقتين مختلفتين، مما يعكس تصعيدًا في العمليات العسكرية في المنطقة.
كما أشار الشاهد إلى أن القوة التي دخلت المنطقة الأولى عبر القرية 40 والقرية صفر شرق أم القرى، استهدفت الارتكازات العسكرية للجيش السوداني. في حين أن القوة الثانية، التي دخلت عبر قرية البويضا، اتجهت نحو شارع البطانة، مما يتيح لها دخول محلية الفاو من الجهة الأمامية.
وأوضح شاهد العيان بأن مع بداية الاشتباكات بدأ الطيران الجوي التابع للجيش السوداني عمليات قصف واسعة للقوة التي دخلت بمنطقة البويضا واستمر القصف حتى البطانة ومشيرًا إى أن تلك القوة التي كانت حاولت الدخول لمحلية الفاو من الأمام.
وقال أن الجزء الآخر من القوة التي جاءت عبر القرية 40 تصدت لها قوة من الجيش عبر قوات المشاة مع المدفعية الثقيلة، وأن قوات الدعم السريع بعضها انسحب في اتجاه ولاية الجزيرة والبعض الآخر في اتجاه البطانة. مشيرًا إلى أن المعلومات المتداولة هناك تقول بأن اللواء أبو عاقلة كيكل كان قائد الحراك الذي هاجم الفاو من محور البويضا.
وأضاف أن الأوضاع الفاو عادت إلى الهدوء وتوقع أن تكون المعاركة قد أثرة على الحركة في الطريق القومي بين الجزيرة والقضارف. لكنه لم يستبعد مهاجمة قوات الدعم السريع مرة أخرى وقال إنَّ تلك القوة تم تشتيتها بفعل القصف الجوي ناحية البطانة ومن المتوقع أن تتجمع مرة أخرة لمهاجمة الفاو.