موجز الاحداث

من يقف وراء الدعوات للعودة إلى الخرطوم بعد تقدم القوات المسلحة؟

0

شارك عدد من نجوم المجتمع في دعوة المواطنين للعودة إلى الخرطوم، على رأسهم الفنانة ندى محمد عثمان “القلعة”، بالإضافة إلى جمال فرفور والنور الجيلاني الذي عاد إلى منزله في منطقة الكدرو، كما انضم إلى الحملة السياسي أمجد فريد.

تقرير: التغيير

أثارت مطالب عودة المواطنين إلى منازلهم الكثير من الجدل والنقاشات داخل الأسر وفي مواقع التواصل الاجتماعي، بعد دخول الجيش إلى مناطق الكدرو والحلفايا في بحري.

يدور الحوار حول المخاوف المتعلقة بالعودة والأوضاع الأمنية والاقتصادية، فمن الذين يقفون خلف هذه الدعوات؟

ساهم عدد من الشخصيات البارزة في دعوة المواطنين للعودة إلى الخرطوم، من بينهم الفنانة ندى محمد عثمان “القلعة”، بالإضافة إلى جمال فرفور والنور الجيلاني الذي عاد إلى منزله في منطقة الكدرو. كما شارك في الحملة السياسي أمجد فريد وغيرهم من الأفراد النشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة من مؤيدي الحرب.

استجاب العديد من المواطنين للدعوة وتم تشغيل خط مواصلات جديد يربط بين مدينتي عطبرة وشندي ومناطق الدروشاب والسامراب والكدر والخوجلاب في بحري، بالإضافة إلى خط السامراب نبتة دردوق حطاب، وكذلك طريق شندي الكباشي. لكن سرعان ما توقفت بعض هذه الخطوط بعد تجدد الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في مناطق الجيلي.

دعوة رسمية

زار والي الخرطوم منطقة بحري مرتين من قبل، وأكد خلالها على استتباب الأمن. ودعا معتمد بحري وقائد كتائب البراء الشباب للعودة والمساهمة في تحسين الأمن ومساعدة الجيش، وخاصة في مناطق الكدرو والحلفايا والدروشاب وحطاب. وأكدوا على أهمية أن يقوم الجميع بدوره وعدم الانتظار حتى يتم تحرير الخرطوم بالكامل. في الوقت نفسه، أعلنت شركات الاتصالات عن استئناف خدماتها في مناطق شمال الخرطوم بحري، بدءًا من الإزيرقاب والكدرو والدروشاب وبقية مناطق الخرطوم بحري.

فتح مراكز الشرطة

قال قائد منطقة الكدرو العسكرية اللواء الركن النعمان علي عوض السيد إن القوات المسلحة كانت منذ بداية الحرب قبل عام ونصف هي المسؤولة عن المواطنين في هذه المنطقة، حيث تقدم الرعاية والحماية لأكثر من 600 ألف أسرة في منطقة الكدرو وشمال بحري بشكل كامل، وتوفر لهم الحماية والخدمات العلاجية والغذائية، بالإضافة إلى إخلاء بعض المواطنين الذين أرادوا مغادرة المنطقة.

أفاد النعمان في تصريحات خاصة لقناة النيل الأزرق أن العديد من أحياء شمال بحري أصبحت آمنة بالكامل، وقد تم افتتاح مراكز الشرطة والمراكز الصحية في الحلفايا والدروشاب والخوجلاب، مشدداً على أن منطقة شمال بحري ستكون آمنة تماماً خلال أيام قليلة.

أفاد اللواء النعمان أن جميع ممتلكات المواطنين في المناطق المحررة حديثًا ستكون تحت عهدة القوات المسلحة. وقد تم جمع الأجهزة الكهربائية والمركبات والدراجات التي أخرجتها الميليشيا من منازل المواطنين وتركها في الشوارع. وكشف عن تشكيل لجنة من قبل والي الخرطوم لحصر وفرز هذه الممتلكات، من أجل إعادتها إلى أصحابها عند عودتهم، إن شاء الله، خلال الأيام المقبلة.

عودة طوعية

في المقابل، زادت أعداد السودانيين الذين يرغبون في العودة من مصر بعد دخول الجيش إلى عدد من أحياء بحري. وقد قامت السفارة السودانية في مصر بتنظيم رحلات مجانية للسودانيين الذين يرغبون في العودة إلى الخرطوم، وذلك ضمن مشروع العودة الطوعية للذين يرغبون في العودة إلى بلادهم، حيث يُقدّر عددهم بـ 12 ألف شخص. يشمل المشروع تقديم تسهيلات للعائدين، مثل وسائل النقل المجانية، وصولًا إلى أسوان (جنوب مصر)، ومن ثم الانتقال إلى المنافذ البرية الحدودية بين مصر والسودان.

تجارب

أكدت المواطنة سعدية عمر في منشور لها على “فيسبوك” أنها عادت إلى منطقة الكدرو بحري، حيث قالت: “قمنا بتنظيف منزلنا بعد غياب استمر لعام ونصف، والآن نحن سعداء رغم أننا وجدنا أن معظم مقتنيات وأثاث المنزل قد سُرقت. نعم، هناك نقص في الخدمات، خاصة في المياه، وبالنسبة للكهرباء فنستخدم الطاقة الشمسية، ولا يوجد إنترنت إلا عبر خدمة ‘ستارلينك’. وأضافت: ‘عانينا من ارتفاع أسعار الإيجارات في الولايات، لذا فضلنا العودة، ولسنا نادمين، رغم أننا نسمع دائماً أصوات الرصاص والمدافع والقذائف، لكن ليس لدينا خيار آخر’.”

وأوضحت سعدية أن بعض جيرانها في الولايات ينتظرون شيئًا مختلفًا عن الواقع تمهيدًا لعودتهم، مشيرة إلى أن عدد الأشخاص الموجودين في الحي ليس كبيرًا، إلا أن هناك أسرًا قد عادت، والعدد في تزايد.

وفيات

قال أحمد عبد اللطيف، عضو غرفة طوارئ السامراب بحري، إن الدعوة للعودة إلى الخرطوم جاءت من أشخاص بعيدين عن الواقع يعيشون خارج السودان، ومن بين هؤلاء الذين يشجعون على الحرب. هؤلاء لا يعرفون ولا يدركون حقيقة الأوضاع، حيث يسعون لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الأرواح. يريدون إرسال رسائل مفادها أن الجيش قد حرر المناطق من قبضة الدعم السريع، وهو أمر صحيح، ولكن نسألهم: هل استقرت مناطق أم درمان التي دخلها الجيش سابقاً، في حين أن قذائف الدعم السريع لا تزال تحصد الأرواح والأمراض تفتك بالناس؟

كشف عبد اللطيف عن وفاة “147” شخصًا في المنطقة بسبب الأمراض خلال “5” أيام فقط، قائلاً: أحيانًا يكون الموت في العائلة بأكملها، الأب والأم والأبناء.

وأضاف: تفوح رائحة الموت في كل مكان نتيجة للأمراض مثل الحميات والكوليرا، بالإضافة إلى سوء التغذية ونقص الأدوية والغذاء.

وفقًا لإحصائيات غرف الطوارئ في بحري، تم الكشف عن وفاة “100” متطوع في منطقة بحري فقط حتى الآن، نتيجة الحرب بسبب القذائف العشوائية والرصاص والأمراض.

أكدت الغرفة على وجود نقص في المواد الغذائية، بالإضافة إلى تراجع عدد المتطوعين في قطاع الخدمات، حيث توفي عدد منهم نتيجة المرض، كما تعرض آخرون للاعتقال، ومن بينهم عضو الغرفة يحيى عباس.

جثث

نفى أيمن ياسين، عضو لجنة الخدمات بالكدرو، أنهم طالبوا المواطنين بالعودة، حيث أوضح أنهم دعوا الشباب فقط للعودة لمساندة الجيش في عمليات الخدمات والتأمين.

وأشار إلى أن الدعوة للعودة تعد مسؤولية كبيرة لا يمكننا تحمل عواقبها في ظل تفشي الأمراض وعدم استقرار الأمن.

وأضاف: بشكل عام، الوضع الحالي صعب بالنسبة للأسر من جميع النواحي، حيث لا توجد كهرباء أو ماء أو مواد غذائية وطبية كافية. ومع ذلك، يجب أن تكون هناك مجموعة تقبل التحدي وتشرع في العمل، وعندما تنتهي الحرب يصبح الوضع مناسباً للسكن.

وقال: الجثث تملأ الشوارع والمنازل المهجورة، نحن بحاجة إلى من يغطيها لئلا تتفاقم الأمراض.

هناك أيضًا الكلاب الضالة والحشرات، والبيئة بشكل عام في حالة سيئة للغاية.

وأشار إبراهيم إلى أهمية منع نشر المنشورات التي تدعو للعودة وتخدع المواطنين.

أعلن عبد الله سعيد، عضو لجنة الخدمات في الحلفايا، تأييده لما ذكره أيمن، حيث قال: الوضع صعب للغاية، هناك تسجيل على الأحياء وهجمات متقطعة في بعض مناطق الحلفايا، ولكن بشكل عام هناك عودة، رغم أنها ليست كبيرة.

وأضاف: التقيت بعدد من العائدين وأكدوا لي أن العيش في المنطقة أفضل من استئجار المنازل في الولايات، حيث أنهم يواجهون صعوبات اقتصادية ونفسية.

اتهامات

قال إن الدعوة للعودة صدرت من مواقع وشخصيات وصفهم بـ”اللايفاتية” المرتبطين ببعض إعلام “البلابسة” -أنصار الحرب- على حد تعبيره. وأضاف: “لا أقول إنهم جميعاً، فأنا أتابع جيداً ما يُنشر في “فيسبوك” بسبب وجود منزلي بالقرب من محطة الـ”ستار لينك”. فهناك شخصيات تدعم الحرب لكنها ترفض عودة المواطنين في الوقت الراهن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.