
حسب تصريحات أدلى بها وزير خارجية مصر الدكتور بدر عبد العاطي لقناة القاهرة الإخبارية.. أن الجولة الثانية المكملة لمؤتمر القاهرة الذي انعقد في يوليو 2024 الماضي ستعقد قريبا.. تشارك فيه كل القوى السياسية السودانية في حوار مفتوح يملكه السودانيون.
الجولة السابقة نجحت في جمع ألوان الطيف السياسي السوداني لأول مرة تحت سقف واحد.. بعد عداوات مزمنة حجبت الرؤية السديدة للحل.. وكان في متناول اليد أن تنتهي تلك الجولة بهدف ذهبي يضع اللبنة الأولى في تشكيل منصة سياسية سودانية متحدة في الغايات و متنوعة في الوسائل المفضة لتلك الغايات.
هذه الجولة الثانية من مؤتمر القاهرة لا يجب أن تنتهي إلى بيان أو اعلان مشترك كما هو متوقع دائما في مؤتمرات المكونات السياسية السودانية.. من الحكمة أن يستهدف المؤتمر قرارات واضحة تؤسس لمرحلة جديدة في عمر السودان.. مرحلة تمنح أولوية قصوى لإنهاء الحـ رب ثم ابتدار بناء دولة السودان الحديث على رؤية بصيرة وخطة استراتيجية طويلة المدى تنفذ على مراحل.
الوصول إلى قرارات لا يتحقق من خلاصة تداول ليوم أو يومين مهما اتسعت الصدور.. بل يتطلب عملا استباقيا مجردا من الهوى الحزبي وبعيدا عن الصراعات الكامنة.. وبلورة الأفكار المفضية لصياغة القرارات لتكون هي الأجندة التي يتداول حولها المؤتمرون.
التوافق على منهجية بناء الدولة هو المدخل الحكيم لضمان خلاصات تنفيذية تحرك أدوات الفعل السياسي المنتج.. ومن هذه المنهجية أن تتجه القرارات من “المتغير” في اتجاه “الثابت”.. بمعنى الانطلاق من منصة المؤتمر نحو تأسيس المستويات والمؤسسات الثابتة التي تبتدر هي القرارات المستهلة لبناء الدولة السودانية الحديثة.
مثلا.. بدلا من مؤتمر دستوري للنظر في القضايا المصيرية الحاسمة.. الأفضل تشكيل البرلمان الذي ينظر في الأمر ذاته لكن من منصة تفويض دستوري أعمق.
القرارات التي تصدر من مؤتمر القاهرة الثاني تبدأ بتصميم خرطة طريق واضحة وعملية لانجاز الخطوات المطلوبة للوصول الى الغاية العليا الأهم.. وهي بناء الدولة السودانية الحديثة.
ثم تتفرع منها مراحل مرتبطة بالأولويات دون الاخلال بمبدأ المزامنة والتوازي في المسارات.
مثلا .. المرحلة “صفر” التمهيدية تستهدف انهاء الحرب.. بينما المرحلة الثانية تشكيل المؤسسات التشريعية و السيادية والتنفيذية و العدلية. هذا لا يعني أنهما مرحلتان تراتبيتان تكمل الأولى ثم تبدأ الثانية.. بل هي مراحل متوازية لكونها ذات عناصر مستقلة عن بعضها البعض.
على كل حال؛ سأنشر مقترحا عمليا أعددته بطريقة علمية لتنفيذ هذا الطرح، ولمزيد من التداول المنتج حوله مع العقول المستنيرة انشأت مساحة خاصة في تطبيق فيسبوك توفر قاعة اجتماع موسع للتفاكر حول الامر..
المساحة تجدها على صفحتي الرسمية في فيسبوك تحت اسم : السودان الجمهورية الثانية