اخبار

مأساة أبو شوك: نازحون يختبئون في الخنادق هربًا من الموت

متابعات – موجز الأحداث

متابعات – موجز الأحداث – لم تجد فاطمة أبكر من مأوى آمن سوى اللجوء إلى باطن الأرض، حيث اضطرت إلى حفر خندق عميق في مخيم أبو شوك للنازحين شمالي مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، للاختباء فيه مع أطفالها من القصف الجوي والمدفعي المستمر الذي يستهدف المخيم منذ أشهر.

في هذا الخندق المظلم، تعيش فاطمة في ظروف قاسية، حيث تعاني من الجوع والعطش وانعدام العلاج، في وقت تستمر فيه قذائف الموت في السقوط حولها. لا تستطيع الخروج بحثًا عن الطعام خوفًا على حياتها وحياة أطفالها، كما أنها لا تملك المال لشراء احتياجاتها في ظل إغلاق المحال التجارية وصعوبة الحصول على السيولة النقدية حتى مع وصول المساعدات من أقاربها.

تعكس قصة فاطمة معاناة الآلاف من النازحين في مخيم أبو شوك، الذي أصبح هدفًا دائمًا لقوات الدعم السريع. يتعرض المخيم يوميًا للقصف المدفعي العشوائي والطائرات المسيرة، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا بين القتلى والجرحى من المدنيين، بالإضافة إلى تدمير المراكز الطبية والمنازل والمحلات التجارية.

تقول فاطمة لـ”سودان تربيون” إنها قضت أسبوعًا كاملًا في الخندق دون أن تتمكن من الخروج خوفًا من القذائف التي يطلقها “الجنجويد” على مدار اليوم، وكانت تعتمد في غذائها على القليل من دقيق الذرة الرفيعة والماء والملح. كما أكدت أن أطفالها يعانون من سوء التغذية الحاد، حيث قتل والدهم في قصف على المخيم خلال أغسطس الماضي، وتخشى أن تفقدهم في أي لحظة.

من جهتها، طالبت فاطمة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لتوفير الغذاء والدواء، وإنهاء الهجمات على المدنيين.

يتهم نازحو المخيم الجيش السوداني وقواته المشتركة بتحويل المعسكر إلى ثكنة عسكرية، حيث يتركزون بكثافة في الأجزاء الشرقية والغربية والجنوبية، مما جعل حياة النازحين في تلك المناطق لا تطاق. كما أن القصف المستمر على الأحياء القريبة من مواقع التمركز العسكري، وتفاقم الوضع في السوق، أدى إلى حرمان السكان من أبسط احتياجاتهم.

وفي حديث مع “سودان تربيون”، قالت النازحة إنصاف عبد الكريم إن العديد من سكان المخيم أصبحوا غير قادرين على توفير حتى وجبة واحدة في اليوم، بينما أكدت أميرة عبد الله أن معظم النازحين يعتمدون على “الأمباز” (مخلفات الفول السوداني) كمصدر غذائي، وقد وصلوا إلى مرحلة خلطه بالدقيق لإطعام أطفالهم.

كما كشفت أن العديد من النازحين توفوا بسبب عدم توفر العلاج، فيما تعرضت نساء للإجهاض ولم يتمكنّ من الذهاب إلى المستشفيات بسبب القصف وانعدام الأموال.

أدانت منسقية النازحين واللاجئين الوضع المأساوي، وطالبت أطراف النزاع بعدم استخدام المدنيين كدروع بشرية أو تحويل المخيمات إلى ميادين صراع. وأكد المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، أن قتل النازحين وتشريدهم غير مبرر، داعيًا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري لإنقاذ أرواح النازحين ووقف هذه المأساة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى