اخبار

أحداث كمبو طيبة… كيف اندلعت المواجهات وما دور الجيش في احتواء الأزمة؟

متابعات – موجز الأحداث

متابعات – موجز الأحداث – شهد كمبو طيبة، المعروف أيضًا بـكمبو خمسة، أحداثًا دموية أثارت موجة من السخط، خاصة أنها جاءت في وقت تحتفل فيه القوات المسلحة بانتصاراتها المتتالية في ولاية الجزيرة، بما في ذلك تحرير مدينة ود مدني. ولتوضيح الحقائق، أجرت صحيفة “السوداني” زيارة ميدانية إلى المنطقة لنقل الصورة كما هي على الأرض.

بداية الأحداث: هجوم الدعم السريع في يوليو الماضي

تعود جذور الأزمة إلى يوليو 2023، عندما هاجمت قوة من الدعم السريع قرية المغاربة، القريبة من أم القرى، ما أدى إلى اشتباكات أسفرت عن مقتل اثنين من سكان القرية. انطلقت العملية من ارتكاز قوات الدعم السريع في كمبو طيبة، ما دفع سكان المغاربة إلى اتهام أبناء الكمبو المنضمين إلى الدعم السريع بالضلوع في الهجوم.

مع مرور الأشهر، تصاعد التوتر، خاصة بعد انسلاخ قائد قوات درع السودان، أبو عاقلة كيكل، من الدعم السريع وانضمامه إلى الجيش، حيث التحق به عدد من شباب قرية المغاربة وأصبحوا مقاتلين في صفوفه.

التصعيد العسكري وسقوط الضحايا

بينما كانت الأنظار متجهة إلى تحرير ود مدني، استغل البعض الأوضاع الأمنية غير المستقرة لتصفية حسابات قديمة. ففي 10 يناير، شهد كمبو طيبة هجومًا عنيفًا أدى إلى مقتل حوالي 13 شخصًا وفقًا لشهادات السكان، إضافة إلى حرق منازل ونهب ممتلكات.

دور الجيش في احتواء الأزمة

فور وقوع الأحداث، أدانت القيادة العامة للقوات المسلحة الهجوم، وسارع رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة، إلى تشكيل لجنة تحقيق برئاسة مساعد أول النائب العام، ياسر البخاري.

على المستوى الميداني، تدخلت قيادة سيطرة الفاو بنشر تعزيزات عسكرية في المنطقة لمنع تجدد الاشتباكات. وأكد اللواء أمير يوسف، قائد سيطرة الفاو، أن الأوضاع الأمنية في كمبو طيبة وقرية المغاربة عادت إلى طبيعتها، مشيرًا إلى أن القوات تمكنت من الفصل بين الأطراف المتنازعة وتأمين المنطقة بالكامل.

شهادات السكان: أيام عصيبة تحت سيطرة الدعم السريع

يقول عمدة كمبو طيبة، محمد الحسن علي إبراهيم، إن المشكلة بدأت عندما انضم بعض الشباب المتفلتين من الكمبو إلى الدعم السريع، وشاركوا في عمليات نهب وقتل استهدفت قرى مجاورة. وأكد أن الهجوم الأخير جاء كرد فعل على هذه التجاوزات.

أما الدومة آدم يعقوب، أحد سكان الكمبو، فقد روى تفاصيل الهجوم، مشيرًا إلى أن قوات مجهولة بملابس عسكرية متنوعة شنت هجومًا عنيفًا، أطلقت فيه النار بكثافة وقتلت 13 شخصًا، إلى جانب حرق منازل ونهب المحاصيل والمواشي.

وأضاف الدومة: “عشنا أيامًا صعبة تحت سيطرة الدعم السريع، كنا شبه محاصرين، لا نستطيع التحرك بحرية، وكانوا يطلقون الرصاص بشكل مستمر لترويعنا ونهب ممتلكاتنا”.

توقعات المرحلة القادمة

مع وصول لجنة التحقيق، ينتظر الجميع كشف الحقائق وتحديد المسؤوليات، وسط دعوات لضمان عدم استغلال الأحداث سياسيًا أو إثارة مزيد من التوترات.

الجيش، من جانبه، يؤكد أنه لن يسمح بحدوث تجاوزات جديدة، فيما يأمل السكان في عودة الاستقرار الكامل إلى المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى