
متابعات – موجز الأحداث – يقع كمبو طيبة، المعروف أيضًا بـكمبو خمسة، على بعد حوالي 7 كيلومترات من مدينة أم القرى، ويقطنه ما يقارب 6,000 نسمة من قبائل سودانية مختلفة، استقروا هناك في بداية مشروع الرهد الزراعي عام 1981. يعمل سكان الكمبو بالزراعة وتربية المواشي، حيث يمتلكون حوالي 1,000 حواشة زراعية.
تحول الكمبو إلى قرية مكتملة الخدمات
مع مرور السنوات وتحسن الأوضاع الاقتصادية، تحول الكمبو إلى قرية متكاملة، حيث تم تخطيطه وربطه بشبكة الكهرباء في عام 2018، بالإضافة إلى توفر محطة مياه وخدمات أساسية أخرى. كما يتمتع سكان الكمبو بكافة حقوق المواطنة ويتعايشون مع القرى المجاورة وسكان الكنابي في المنطقة.
استغلال سياسي للأحداث الأخيرة
شهد الكمبو أحداثًا في العاشر من يناير الجاري، استغلتها بعض الجهات السياسية لتحقيق أجندتها الخاصة، من خلال تصوير الأحداث على أنها استهداف ممنهج لسكان الكمبو أو الكنابي. ويبدو أن هذه الجهات استغلت فترة سيطرة قوات الدعم السريع المتمردة على المنطقة، حيث استقطبت بعض شباب الكنابي إلى صفوفها، مستغلة خطابات الكراهية وترسيخ الشعور بالظلم والاستهداف.
دور القوات المسلحة في احتواء الأزمة
تعاملت القوات المسلحة السودانية، ممثلة في قيادة الفرقة الثانية وسيطرة الفاو، بحكمة مع الأحداث، مما حدّ من انتشارها، خصوصًا بعد مظالم كبيرة وقعت خلال فترة سيطرة القوات المتمردة. كما عززت القيادة العسكرية وجود الجيش في المنطقة تحت قيادة العقيد الركن عبد الملك، الذي لا يزال متواجدًا في الكمبو لضمان استقرار الأوضاع.
القضية في مسارها القانوني ورسالة للجيش
مع أداء القسم للجنة التحقيق التي شكلها رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة، اتخذت القضية مسارها القانوني، الذي سيحدد الجهات المسؤولة عن الأحداث.
إلا أن هذه الواقعة تمثل جرس إنذار للقوات المسلحة والقوات المساندة، حيث يمكن أن تؤدي حتى الأخطاء الفردية في هذه الظروف إلى استغلال خبيث من قبل جهات مغرضة. لذلك، يجب على الجيش تفادي أي تجاوزات، مهما كانت الدوافع، والتأكيد على أن القانون هو المسؤول عن تحقيق العدالة، وليس الأفراد الذين قد تدفعهم مشاعر الغضب أو الانتقام إلى تصرفات غير محسوبة.