
اتهمت حركة جيش تحرير السودان قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة مروعة في منطقة بروش بمحلية أم كدادة شمال دارفور، أسفرت عن مقتل 100 شخص، بينهم نساء وأطفال وكبار السن، إضافةً إلى تدمير ونهب ممتلكات المدنيين.
وأظهر مقطع مصور جثث العشرات مكدسة في حفرة كبيرة، تشبه الخنادق التي يستخدمها الأهالي لحماية أنفسهم من الهجمات العسكرية. وتقع أم كدادة على بعد 187 كيلومتراً شمال شرق مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
مناوي: إبادة جماعية ممنهجة تستهدف سكان دارفور
أدان حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، عمليات القتل في بروش، واصفًا إياها بـ”الإبادة الجماعية”، وأطلق نداءً عاجلًا للأمم المتحدة والمنظمات الأممية للتدخل العاجل وإنقاذ المدنيين. وأكد أن قوات الدعم السريع هي ميليشيات إرهابية تسعى إلى القضاء على سكان دارفور، مشيرًا إلى أن المجزرة موثقة بمقاطع مصورة تم نشرها على وسائل الإعلام.
مطالبات بمحاسبة الجناة وحظر الدعم السريع دوليًا
أدانت حركة العدل والمساواة السودانية، بقيادة جبريل إبراهيم، المجزرة، ووصفتها بأنها جريمة بشعة بحق الإنسانية، مشددةً على أن الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
ودعا الناطق الرسمي باسم الحركة، محمد زكريا فرج الله، إلى محاسبة مرتكبي هذه الجرائم أمام المحاكم الوطنية والدولية، مؤكدًا أن المجتمع الدولي لا يمكنه السكوت عن هذه الانتهاكات الجسيمة. كما طالب بتصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية وتحميلها المسؤولية القانونية الكاملة عما يحدث في السودان.
اتهامات لدول إقليمية بدعم الدعم السريع عسكريًا
حذرت حركة جيش تحرير السودان من أن بعض الدول الإقليمية – لم تسمها – تقدم إمدادات عسكرية لقوات الدعم السريع، تشمل طائرات مسيّرة، وأجهزة تشويش، وصواريخ بعيدة المدى، إلى جانب إيواء قادة الأحزاب والحركات المسلحة الموالية للدعم السريع. واعتبرت هذه التحركات جريمة ضد الشعب السوداني، مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات صارمة ضد الدول الداعمة للدعم السريع.
تحدٍ للمجتمع الدولي وانتهاك للمواثيق الدولية
وصفت الحركات المسلحة ما يحدث في بروش بأنه تحدٍّ واضح للقانون الدولي وانتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية. ودعت المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في التعامل مع قوات الدعم السريع وحلفائها من الأحزاب السياسية والحركات المسلحة، وفرض حظر فوري على التعامل معها.
تصاعد الدعوات لتدخل دولي عاجل
في ظل تصاعد جرائم الحرب والانتهاكات الإنسانية في دارفور، تزايدت المطالبات الدولية بضرورة إرسال بعثات تقصي حقائق واتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد مرتكبي المجازر، لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب، وحماية السكان المدنيين من عمليات القتل والاضطهاد الممنهج.