
شنت مجموعة مسلحة من معتادي الإجرام ومروجي المخدرات هجومًا عنيفًا على قسم شرطة السوق الشعبي ومكاتب الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في حي السكة حديد بمدينة كسلا، مما أدى إلى إصابة عدد من أفراد الشرطة.
وبحسب مصادر مطلعة، جاء هذا الهجوم كرد فعل على الحملات المكثفة التي نفذتها القوة المشتركة بقيادة ضابط مكافحة المخدرات، والتي أسفرت عن ضبط عدد من المتهمين ومصادرة كميات كبيرة من المخدرات المحلية والمستوردة.
خلال الهجوم، قام المسلحون بإحراق كميات من المعروضات، وتدمير مركبات محجوزة، وإحراق سيارة لاندكروزر موديل 2024 تتبع للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات. وفي تبادل إطلاق النار، قُتل أحد المهاجمين، بينما كشفت التحقيقات أن بعض أفراد المجموعة كانوا يرتدون أزياء عسكرية ويحملون أسلحة يُرجح أنها تعود لقوات نظامية، مما يشير إلى حالة من التدهور الأمني في الولاية.
وتعاني إدارة مكافحة المخدرات بكسلا من نقص في الإمكانيات والموارد، وهو أمر تعلمه لجنة أمن الولاية ووالي كسلا، حيث لا تتلقى الدعم الكافي لمواجهة تصاعد الجرائم المرتبطة بالمخدرات.
ويكشف هذا الهجوم عن ضعف واضح في المنظومة الأمنية بكسلا، حيث تتحمل لجنة أمن الولاية ومدير الشرطة جزءًا كبيرًا من المسؤولية نتيجة التهاون في التعامل مع التحديات الأمنية المتزايدة، إضافة إلى عدم ضبط حركة القوات العسكرية وتشديد الرقابة على انتشار السلاح، مما أدى إلى تفاقم حالة الانفلات الأمني.
يستدعي الوضع الأمني في كسلا مراجعة عاجلة للسياسات الأمنية، وتعزيز دعم الأجهزة الشرطية المختصة بمكافحة الجريمة، خصوصًا في ظل تزايد نفوذ عصابات المخدرات واستغلالها لحالة التراخي الأمني. وعلى الجهات المعنية التحرك بشكل حاسم لاستعادة الأمن، وردع المتورطين، وتعزيز ثقة المواطنين في قدرة الدولة على فرض سيادة القانون.