اخبار

إسلام مبارك.. تخرج عن صمتها وترد على الجمهور

متابعات موجز الأحداث

جذبت الممثلة السودانية إسلام مبارك الأنظار في الحلقة الأولى من المسلسل المصري “أشغال شقة جداً”، حيث قدمت أداءً مميزًا لشخصية “مدينة”، الخادمة النيجيرية التي تعشق الطعام. وقد أثارت إسلام الضحك عندما تسببت في إفساد عشاء الضيوف خلال أحد الأفراح التي حضرتها مع الثنائي “حمدي وياسمين”، الذي يجسدهما هشام ماجد وأسماء جلال، مما أظهر قوتها البدنية وبنيتها الجسدية الكبيرة.

تعرضت إسلام لانتقادات من بعض الأوساط السودانية بسبب تجسيدها لدور الخادمة، بينما أشاد بها آخرون لمشاركتها في عمل كوميدي مصري خلال شهر رمضان. ورغم هذه الآراء المتباينة، استقبلت إسلام ردود الفعل بهدوء، معبرة عن تقديرها لكل من كتب عنها سواء بالنقد أو الإشادة.

في حديثها مع “الشرق الأوسط”، أكدت إسلام أنها تفهم تمامًا مشاعر من لم تعجبهم شخصيتها، مشيرة إلى أن ذلك يعكس حبهم لفنانة من بلادهم. وأوضحت أن من حق الجمهور أن يرى ممثليهم في أفضل حالاتهم، معتبرة أن هذا النوع من النقد هو شكل من أشكال الدعم المباشر، وأن الأمر لم يصل إلى حد الأزمة.

 

تقول: “ترتكك فكرة المسلسل حول خادمات المنازل، وهو دور محوري تتبع منه كل ردود أفعال أبطال العمل، وهذه نقطة يجب أن تصل للجمهور. كما أن العديد من نجوم العالم لعبوا أدوار الخدم في أفلام ولم يؤثر ذلك على مكانتهم. مهنة (الشغالة) تحمل أهميتها وكرامتها، وأعتقد أن أي شخص ينظر إليها بتعالي يجب أن يعيد تقييم نفسه”.

لكن إسلام سعدت أيضاً بتلقي ردود فعل إيجابية من الجمهور السوداني، حيث قالت: “هناك انتقادات إيجابية من جمهور يمتلك نضجاً في تقدير العمل الفني، كما أنني استمتعت بالاحتفاء والمحبة والكلمات الجميلة من الجمهور المصري، والتي كانت أكبر بكثير من بعض التعليقات السلبية من بعض الجمهور المصري والسوداني. لكن الشخصية أصبحت “ترند”، مما يعني أنها نالت إعجاب المشاهدين، لأننا في بلد يُعنى بصناعة السينما”.

تحدثت إسلام عن ظروف ترشيحها للوظيفة قائلة: “كان المخرج خالد دياب يبحث عن ممثلة لهذا الدور، وتواصل مع المخرج السوداني أمجد أبو العلا (مخرج الفيلم السوداني ‘ستموت في العشرين’) مشيرًا إلى أنه بحاجة لممثلة تتمتع بنظرات قوية وجادة، فاقترحني له.”

وقالت: “عندما ذهبت للقاء المخرج، أخبرني أنني سأظهر بدون مكياج، وكنت مرحبة بذلك. كما أشار إلى أنه سيتم تفصيل بدلة وحذاء لتضخيم حجمي، حيث يُفترض أن الشخصية (مدينة) متفوقة في رياضة رمي الجلة كسبب لضخامة جسدها. كانت هذه الملابس ثقيلة وواسعة، وكنت أرتديها لساعات طويلة أثناء التصوير، وكانت تضغط بشدة على قدميّ، ولكنني استمتعت بالعمل وعجبني لأنه مختلف. فهذه هي المرة الأولى التي أقدم فيها عملاً كوميدياً، إذ كانت كل أدواري السابقة في الدراما على مدى 20 عاماً في السودان تتناول قضايا اجتماعية.”

وجه الفنان هشام ماجد شكره لمدينة عبر حسابه على فيسبوك. وأعربت مبارك عن سعادتها للعمل مع فريق المسلسل، قائلة: “كانت تجربة ممتعة بالنسبة لي، حيث كانت أول مشاركة لي في الدراما المصرية ومع فنانين رائعين. هشام ماجد، قبل أن يكون فناناً، هو إنسان ناضج وواثق جداً من نفسه. كنت سعيدة بالمساحة التي منحني إياها العمل، كما استقبلني هو وأسماء جلال ومصطفى غريب بحرارة كبيرة، مما جعلني أشعر بالألفة وكأنني أعرفهم منذ سنوات. لذلك، أشكرهم، وكذلك المخرج خالد دياب وكل أعضاء الفريق.”
وبخصوص “العلقة” التي قدمتها للممثل مصطفى غريب وتعليقها حول ذلك، قالت: “إنها مجرد حيل في المشهد، لكن مصطفى عانى كثيراً أثناء تصويره، وكل هذا كان من أجل خدمة الكوميديا التي تُعتبر من الفنون الممتعة حيث يمكن للفنان أن يستحصل على ضحك الجمهور”.

شاركت إسلام مبارك، التي تعيش في مصر منذ بداية الحرب في السودان، في فيلمين. الأول هو فيلم “سيرة أهل الضي” من إخراج كريم الشناوي، الذي افتتح الدورة السابقة من مهرجان البحر الأحمر وشارك في مهرجان برلين خلال دورته الأخيرة. وقد قامت فيه بدور أم لابن ألبينو يُدعى “عدو الشمس”.

تكشف مبارك أنها وقعت عقداً لهذا الفيلم قبل عدة سنوات من وصولها إلى مصر، وتصفه بقولها: “أعتبر شهادتي عن المخرج كريم الشناوي غير موضوعية نظراً لتقديري الكبير له، وأعد الجمهور بأنه سيستمتع بتجربة إنسانية في الفيلم التي لاقت إعجاب الجمهور في البحر الأحمر وبرلين. الفيلم يضم بطولات مصرية وسودانية وسعودية بمشاركة الفنانة آسيل عمران ونجوم مصر محمد ممدوح وأمينة خليل وعارفة عبد الرسول.”

تستمر مبارك في تصوير المشاهد النهائية لفيلمها الثاني في مصر “أسد أسود” تحت إدارة المخرج محمد دياب، وبطولة محمد رمضان ورازان الجمال من لبنان، حيث تعتبر هذه التجربة من الخطوات المهمة في مسيرتها الفنية، بفضل الدور الذي يتسم بالتعابير القوية، وفقاً لما ذكرته.

ترى الفنانة أنها محظوظة لمشاركتها في أعمال فنية مهمة وأدوار رئيسية في مصر، حيث قالت: “أعتبر نفسي محظوظة، فبمجرد أن وصلت إلى مصر عملت مع الأساتذة كريم الشناوي ومحمد دياب وخالد دياب في مشاريع كبيرة، وهذا بلا شك توفيق من الله، يرافقه اجتهاد مني في كل عمل يكلفني به، أعمل عليه وأضفي عليه من روحي، وأتمنى لجميع الفنانين السودانيين في مصر أن يحصلوا على مثل هذه الفرص”.

قدمت إسلام مبارك أول أدوارها السينمائية من خلال الفيلم السوداني “ستموت في العشرين” الذي أخرجه أمجد أبو العلا، والذي تم ترشيحه لجائزة الأوسكار ويعتبر أول فيلم سوداني طويل. وترى مبارك أن الفيلم يمثل “تجربة إنسانية مختلفة في المقام الأول”، وتصفه بأنه “كان أول عمل سينمائي بعد 30 عاماً من توقف السينما، وكان تحدياً لنا جميعاً، لذا يحظى بمكانة خاصة في قلبي. أوجه تحياتي لأمجد ولشباب السينما السودانية، بما في ذلك صناع فيلم (الخرطوم) الذي حصل على 3 جوائز في برلين. رغم الحروب والانتهاكات التي تعاني منها بلادنا، يبقى هناك شباب مثابرون في مواجهة الزمن.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى