
متابعات _ موجز الأحداث _
ناقش عدد من القيادات البارزة في المؤتمر الوطني خلال ندوة موسعة موضوع “الشورى بين النظرية والتطبيق”، حيث سلطوا الضوء على التحديات التي يواجهها الحزب في ممارسة الشورى، وأسباب الخلل الذي شاب ممارستها في الفترة الماضية.
في تعقيبه على النقاش، أشار د. نافع علي نافع، نائب الرئيس الأسبق للمؤتمر الوطني، إلى أن التحدي الأكبر الآن هو كيفية تجاوز سلبيات ممارسة الشورى، والتي يرى أنها ناتجة عن ضعف الالتزام الفردي. وأكد أن الخلل في الشورى يعود بشكل أساسي إلى عدم احترام الأفراد لآرائهم والاعتداد بها.
من جهته، تحدث د. جابر عويشة عن دور الشورى كأداة لتبادل الرأي والحوار، مؤكداً أنها فريضة دينية ووسيلة فعّالة للحياة السياسية التي تحصن من الاستبداد وتحقق العدالة في اتخاذ القرارات. وأضاف عويشة أن النظام الأساسي للحزب، الذي شهد تعديلات في 2015، يعكس التزام الحزب بمبادئ الشورى، لكنه أشار إلى أن التنفيذ العملي لهذه المبادئ لا يزال يواجه تحديات، مما يفاقم الجدل التنظيمي.
كما تطرق القيادي د. النور محمد إبراهيم إلى ضرورة إعادة النظر في اللوائح وتعزيز الشفافية والمحاسبة، مشيراً إلى أن الشورى في الحزب قد أصابها خلل في الممارسة، خاصة في ما يتعلق باختيار الأعضاء والمكتب القيادي. وأكد أن الشورى غائبة في التطبيق رغم وجودها كمفهوم، مشدداً على أهمية تطوير هذه الممارسة.
من جانبه، تحدث د. الحاج آدم رئيس القطاع السياسي في المؤتمر الوطني عن معضلة غياب الشورى الحقيقية، حيث قال إن الرأي الفردي أصبح هو السائد، مشيراً إلى التأثير السلبي للجهاز التنفيذي الذي يمرر قراراته على حساب آراء الأعضاء. وأضاف أن هذا الوضع يشوه مفهوم الشورى، داعياً إلى استعادة الدور الفاعل للأعضاء في اتخاذ القرارات.
في نهاية الندوة، أكد المشاركون على ضرورة إعادة إحياء الشورى كمنهج للعمل داخل الحزب، عبر وضع معايير واضحة لاختيار القيادات، والابتعاد عن ممارسات الإنفراد بالرأي واللوبيات. كما شددوا على أهمية إتاحة الفرصة للشباب والطلاب للمشاركة في هذه الندوات، لتوسيع دائرة الفائدة وتعزيز التفاعل الإيجابي داخل الحزب.