
متابعات _ موجز الأحداث _وفاة تهز الأوساط الطبية: دكتور ضحية معاناة في معتقلات الدعم السريع
نعت جامعة الخرطوم ببالغ الحزن والأسى وفاة الدكتور ياسر عبدالرحيم الماحي، اختصاصي الطب النفسي بمستشفى الخدمات الطبية والصحية التابعة للجامعة، الذي وافته المنية في 7 أبريل 2025 بمدينة كسلا بعد صراع طويل مع المرض، إثر معاناته القاسية في معتقلات المليشيا.
220 يومًا خلف القضبان: معاناة لا تنتهي
ظل الدكتور ياسر معتقلًا لأكثر من 220 يومًا في سجون المليشيا، حيث تعرض لأبشع أنواع المعاملة الجسدية والنفسية، ما ألحق به ضررًا جسيمًا على صحته بعد الإفراج عنه. ورغم محاولته توثيق تجربته الأليمة في كتاب بعنوان “220 يومًا تحت أسوار الشيطان”، إلا أن الأقدار حالت دون إتمام المشروع، حيث توفي بعد إجراء عملية جراحية معقدة لم تنجح في إنقاذ حياته.
صدمة في المجتمع الطبي والحقوقي
وفاة الدكتور ياسر لم تكن مجرد خسارة لأحد المتخصصين المميزين في مجال الطب النفسي، بل شكّلت صدمة في الأوساط الطبية والحقوقية، التي اعتبرت رحيله بمثابة شهادة على وحشية التعذيب في سجون المليشيا. وكان الدكتور الراحل معروفًا بأخلاقه العالية واهتمامه الكبير بالصحة النفسية للناجين من الحروب والنازحين، مقدمًا خدمات جليلة رغم الظروف القاسية في البلاد.
قصص أخرى من داخل المعتقلات
وفي ذات السياق، ذكر الناشطون قصة المهندس الوليد عابدين، الذي توفي بعد أقل من 24 ساعة من تحريره بسبب الإهمال الطبي والتجويع في معتقلات المليشيا، ما يؤكد أن الظروف القاسية في هذه المعتقلات تواصل تهديد حياة المعتقلين بشكل متزايد.
دعوات للتحقيق ومحاسبة المسؤولين
دعا نشطاء حقوق الإنسان إلى ضرورة إجراء تحقيق دولي شامل في ظروف الاعتقال والانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون، مؤكدين أن هناك حاجة ملحة لتوثيق هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها. فوفاة مثل هذه الشخصيات لا يجب أن تكون مجرد حدث عابر، بل يجب أن تكون دافعًا لتغيير حقيقي.