
النفط يسجل هبوظا تاريخيا.. والمستثمرون يترقبون الكارثة القادمة
سجّل النفط نهاية أسبوع دراماتيكية، حيث أنهى تداولات الجمعة بارتفاع طفيف لم ينجح في تعويض الخسائر الحادة التي تكبدها على مدار الأسبوع، والتي بلغت نحو 12%، في أكبر تراجع أسبوعي منذ مارس 2023. يأتي هذا الانخفاض على خلفية تقارير تفيد بعزم تحالف أوبك+ رفع الإنتاج خلال أغسطس، بالإضافة إلى تراجع حدة التوترات الجيوسياسية التي كانت قد رفعت الأسعار مؤقتًا.
أسعار النفط تتذبذب بفعل عوامل متباينة
أغلق خام برنت عند مستوى 67.77 دولارًا للبرميل، بارتفاع طفيف قدره 0.1%، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.31% مسجلًا 65.52 دولارًا للبرميل. ومع ذلك، ظل أداء النفط الأسبوعي سلبيًا، بفعل تزايد المخاوف من تخمة في المعروض، وعودة السوق إلى التركيز على العوامل الأساسية بعد انحسار المخاطر الجيوسياسية.
أوبك+ تضغط على الأسعار
تسببت تصريحات منسوبة إلى أربعة مندوبين في تحالف أوبك+ حول خطط لزيادة الإنتاج بنحو 411 ألف برميل يوميًا في أغسطس، في موجة بيع دفعت أسعار النفط إلى الهبوط. وأكد محللون أن هذا القرار يأتي في وقت حساس تمر فيه السوق بحالة من التوازن الهش بين العرض والطلب.
هدنة شرق أوسطية وتراجع علاوة المخاطر
أدى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران إلى تخفيف حدة المخاوف الجيوسياسية، التي كانت قد دفعت أسعار النفط لتخطي حاجز 80 دولارًا خلال فترة النزاع. ومع عودة الهدوء، تجاهلت الأسواق علاوات المخاطر، وتراجعت الأسعار بشكل كبير.
مؤشرات دعم محدودة لأسواق النفط
رغم التراجع، فإن بعض المؤشرات لا تزال تقدم دعمًا نسبيًا لسوق النفط، منها انخفاض ملحوظ في مخزونات الوقود ونواتج التقطير في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، بالإضافة إلى تراجع عدد منصات الحفر الأميركية إلى أدنى مستوى منذ أكتوبر 2021، وفقًا لبيانات بيكر هيوز.
الصين ترفع الطلب على النفط الإيراني
في تطور لافت، أظهرت بيانات تتبع الشحنات أن الصين، أكبر مستورد عالمي للطاقة، رفعت وارداتها من النفط الإيراني إلى مستوى قياسي بلغ 1.8 مليون برميل يوميًا في يونيو، ما عزز مؤقتًا الطلب العالمي على الخام، لكن دون أن يوقف موجة التراجع.
النفط بين ضغوط الإنتاج وآمال التعافي
يظل مستقبل النفط مرهونًا بعدة عوامل، أبرزها توجهات أوبك+ بشأن الإمدادات، وسلوك المستهلكين الكبار مثل الصين، إلى جانب تطورات المخزونات الأميركية. وبينما تشير بعض التحليلات إلى احتمال تعافي الأسعار في حال تحسن الطلب، إلا أن رفع الإنتاج قد يُبقي السوق في حالة تقلب مستمر خلال الشهور المقبلة.