بنك السودان المركزي يقود ترتيبات لإعادة تشغيل 17 بالعاصمة
متابعات _ موجز الأحداث _ شرعت جهات مصرفية عليا في السودان، وعلى رأسها بنك السودان المركزي، في تنفيذ ترتيبات كبيرة لعودة ما يقارب 17 بنكًا سودانيًا للعمل من داخل العاصمة الخرطوم، بعد أكثر من عامين من التوقف بسبب الحرب التي اندلعت في البلاد منذ أبريل 2023.
وأكدت مصادر مصرفية مطلعة أن هذه الخطوة تُدار بإشراف مباشر من فرع بنك السودان بالخرطوم، حيث عقد المدير العام الدكتور قرشي سليمان آدم اجتماعًا تنسيقيًا موسعًا مع ممثلي الجهات الخدمية بالولاية، شملت الكهرباء، المياه، الصرف الصحي، الأراضي، ولجنة أمن الولاية، بهدف توفير البيئة الملائمة لإعادة تفعيل العمل المصرفي في مناطق بديلة آمنة.
وسبق عدد من البنوك، وعلى رأسها بنك الخرطوم، هذه الترتيبات عبر إعادة افتتاح عدد من فروعه داخل العاصمة في مناطق مثل الشجرة وأمدرمان وبحري، ما شكّل دفعة قوية شجّعت بقية المصارف على اتخاذ خطوات مماثلة.
وتعاني البنية التحتية المصرفية في الخرطوم من دمار واسع النطاق نتيجة التعديات والنهب، خاصة من قبل عناصر الدعم السريع، حيث تم الاستيلاء على أصول ضخمة من الذهب والنقد الأجنبي والمركبات، مما يتطلب جهودًا كبيرة لإعادة التأهيل، تشمل إصلاح شبكات الاتصال المصرفي، تحديث الأنظمة، وتأمين الفروع.
وأشارت مصادر مصرفية إلى أن البنوك تواجه تحديات حقيقية في العودة الكاملة، أبرزها ضعف البنية الإلكترونية وتضرر الخوادم المركزية، بجانب مخاوف أمنية تتعلق بنقل الأموال وتأمين السيولة، ما يرجّح اعتماد بعض المصارف على آليات تشغيل يدوية مؤقتة لحين استقرار الأوضاع.
في السياق ذاته، أعلنت الهيئة الفنية للخدمات المصرفية الإلكترونية (EBS) عن استعادة نظام التحويلات المالية بين البنوك، بعد توقف دام أكثر من 20 شهرًا، في خطوة عززت الثقة في القطاع المصرفي، بينما فعّل بنك السودان غرفة طوارئ لإدارة المعاملات المالية في أوقات الحرب، بهدف تسهيل التمويل وضمان تدفق النقد الأجنبي.
وتُعد عودة المصارف إلى العاصمة بمثابة بارقة أمل لإنعاش الاقتصاد، في ظل تفاقم أزمة السيولة، وارتفاع العملات الأجنبية في السوق الموازي، وانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين. كما تتزامن هذه التحركات مع إعادة فتح بعض الأسواق الحيوية، مثل سوق السجانة للبناء وسوق أمدرمان الكبير، ما يجعل إعادة تشغيل البنوك ضرورة اقتصادية ملحّة لدعم النشاط التجاري وتوفير السيولة.
