الجنيه السوداني يدهور أمام  الدولار ويسجل ارقامًا قياسية

الجنيه السوداني يدهور أمام  الدولار ويسجل ارقامًا قياسية

متابعات _ موجز الأحداث _ يواجه الجنيه السوداني واحدة من أسوأ فترات الانهيار في تاريخه الحديث، بعد أن بلغ متوسط سعر صرف الدولار في السوق الموازي صباح اليوم نحو 2,900 جنيه، وسط تعاملات وصلت في بعض المناطق إلى 2945 جنيهًا، بحسب ما أفادت به مصادر مصرفية لموقع “أخبار السودان”.

هذا الرقم يمثل قفزة بنسبة 421.4% مقارنة بسعر الصرف في نفس التوقيت قبل عامين فقط، عندما كان الدولار يساوي 560 جنيهاً فقط، ما يبرز حجم التدهور الحاد في قيمة العملة الوطنية بسبب تداعيات الحرب.

ويربط خبراء اقتصاديون هذا الانهيار المستمر بسلسلة من الأزمات المتراكمة التي تشهدها البلاد، وعلى رأسها الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، والتي تسببت في شلل شبه كامل للأنشطة الاقتصادية، وانقطاع سلاسل التوريد، وتدهور القطاعات الإنتاجية والخدمية.

ويعزو المراقبون السبب الأساسي لهذا التدهور في سوق الصرف إلى تزايد الطلب على العملات الأجنبية مقابل الانكماش الحاد في المعروض منها، خصوصًا في ظل تراجع التحويلات المالية من الخارج، وانخفاض الثقة بالقطاع المصرفي المحلي، ما دفع المواطنين لسحب ودائعهم وتحويلها إلى أصول أكثر استقرارًا مثل العملات الأجنبية أو الذهب.

ورغم محاولات بنك السودان المركزي في أوقات سابقة فرض إجراءات مثل تغيير العملة وتنظيم سوق النقد الأجنبي، إلا أن هذه الإجراءات لم تصمد طويلًا، وتلاشت آثارها تدريجيًا أمام تمدد السوق الموازي وازدياد تعاملاته التي باتت تُعد السوق الرئيسية للعملات في البلاد.

آخر أسعار بيع العملات مقابل الجنيه السوداني (اليوم):

التوقعات المستقبلية:

يحذر محللون ماليون من أن الوضع قد يتدهور أكثر إذا استمرت الحرب وتعذر الوصول إلى تسوية سياسية تؤدي إلى استقرار اقتصادي. كما يُتوقع أن يواصل الجنيه السوداني تراجعه ما لم تُتخذ إصلاحات جذرية تشمل تعزيز الإنتاج، دعم الصادرات، واستعادة ثقة المستثمرين والمجتمع الدولي في الاقتصاد السوداني.