اخبارتقنية

تقييد مكالمات واتساب في السودان يدخل حيز التنفيذ.. دوافع أمنية أم ضغوط تجارية؟

متابعات _ موجز الأحداث

تقييد مكالمات واتساب في السودان يدخل حيز التنفيذ.. دوافع أمنية أم ضغوط تجارية؟

 

متابعات _ موجز الأحداث _ أعلنت شركة زين السودان رسميًا عن بدء تنفيذ قرار جهاز تنظيم الاتصالات والبريد القاضي بتقييد خدمات الاتصال الصوتي والمرئي عبر تطبيق واتساب اعتبارًا من اليوم الجمعة، 25 يوليو 2025م، استجابة لتوجيهات أمنية صادرة عن الجهاز.

الجهاز يبرر التقييد بأسباب أمنية

وأوضح جهاز تنظيم الاتصالات أن القرار يأتي في إطار إجراءات احترازية تهدف لحماية الأمن القومي والمصالح العليا للدولة، مشددًا على أن خدمات الرسائل النصية والمشاركة في المجموعات ستظل متاحة دون تغيير.

كما عبّر الجهاز عن أسفه لأي إزعاج قد يسببه القرار للمستخدمين، داعيًا إلى تفهّم أن المصلحة الوطنية يجب أن تتقدّم على أي مصلحة فردية.


تحليلات: القرار ليس أمنيًا فقط

في المقابل، ذهب محللون إلى أن الأسباب الاقتصادية والتجارية تقف خلف القرار بقدر لا يقل عن البعد الأمني، معتبرين أن شركات الاتصالات التي تضررت بشدة خلال فترة الحرب، تسعى لتعويض خسائرها الكبيرة بإعادة تنشيط المكالمات عبر الشبكات التقليدية.

وأشار تقرير استقصائي إلى أن خسائر قطاع الاتصالات خلال الحرب تجاوزت 1.5 مليار دولار، حيث تعرّضت الأبراج ومراكز الخدمة للتدمير، وانخفض عدد المستخدمين من 31 مليونًا إلى 20 مليون فقط.

أبعاد القرار.. سياسية واقتصادية وتقنية

المهندس عمار حمودة، وفي تصريح لـ”راديو دبنقا”، أكد أن قرار تقييد الاتصال الصوتي عبر الإنترنت هو نتاج خليط من العوامل الأمنية والسياسية والاقتصادية، مع ميل الأجهزة الرسمية لتقديم التبريرات الأمنية بشكل علني، وتجاهل الدوافع الاقتصادية رغم وضوحها.

وأضاف أن خدمات الاتصال عبر الأقمار الصناعية مثل “ستارلينك” بدأت تنتشر، مما زاد الضغط على الشركات المحلية التي لم تستعد بعد لتقديم خدمات منافسة.


رفض حقوقي ومخاوف من تقييد الحريات الرقمية

من جانبها، أعلنت مبادرة استعادة نقابة المهندسين السودانيين رفضها القاطع للقرار، واعتبرته انتهاكًا لحق المواطنين في التواصل الحر، وتراجعًا خطيرًا في الحريات الرقمية داخل البلاد.

وأكدت المبادرة في بيان لها أن:

“الأمن القومي لا يُبنى على حجب الخدمات، بل على الشفافية، والمشاركة المجتمعية، وبناء بيئة رقمية تحترم حقوق المستخدمين”.


هل يتوسع التقييد ليشمل تطبيقات أخرى؟

رغم أن التقييد يشمل فقط خدمات المكالمات في تطبيق واتساب حتى الآن، إلا أن بعض المراقبين لا يستبعدون اتساع نطاق التقييد ليشمل تطبيقات أخرى تستخدم تقنيات الاتصال الصوتي والمرئي، مثل تيليغرام وفيسبوك ماسنجر، إذا استمرت الضغوط الأمنية والاقتصادية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى