امتلكت سخوي 35… إثيوبيا تُطلق ورقة التهديد لرسم موازين جديدة في نهر النيل والبحر الأحمر
متابعات _ موجز الأحداث

امتلكت سخوي 35… إثيوبيا تُطلق ورقة التهديد لرسم موازين جديدة في نهر النيل والبحر الأحمر
متابعات _ موجز الأحداث _ في تحليل استراتيجي خطير، كتب الباحث والمحلل السوداني مكاوي الملك مقالًا بعنوان “من القراصنة إلى سخوي 35: إثيوبيا تُطلق ورقة التهديد — وتحاول رسم موازين جديدة في النيل والبحر الأحمر”، تناول فيه وثائق مسربة كشفت عن تحولات غير مسبوقة في موازين القوى بالقرن الأفريقي، تقودها إثيوبيا بدعم روسي وصيني وإقليمي، وسط مؤشرات على سباق تسلح يهدد الأمن الإقليمي من النيل إلى البحر الأحمر.
المقال يستند إلى تسريبات كشفتها مجموعة القراصنة الإلكترونية “بلاك ميرور” (Black Mirror) التي اخترقت أنظمة وزارة الدفاع الروسية في الثاني من أكتوبر الجاري، لتكشف عن شبكة تسليح سرية شملت دولاً عدة، أبرزها عقد لتوريد ست طائرات مقاتلة من طراز “سوخوي-35” إلى إثيوبيا، يُعتقد أن بعضها قد تم تسليمه بالفعل. كما أظهرت الوثائق صفقات مماثلة مع إيران والجزائر ومصر، ما يعكس اتساع رقعة النفوذ العسكري الروسي في المنطقة.
وأشار مكاوي الملك إلى أن التعاون العسكري بين موسكو وأديس أبابا تصاعد منذ عام 2024، حين تسلمت الأخيرة طائرات سوخوي-30، في وقت تتحدث فيه تقارير عن خطة إثيوبية لإنشاء أسطول بحري رغم كونها دولة غير ساحلية، بدعم من روسيا، التي “تلعب اللعبة ذاتها التي مارستها في السودان، بدعم أطراف متناقضة لضمان موطئ قدم على البحر الأحمر”، بحسب المقال.
وفي موازاة التحالف الروسي، كشف المقال عن استثمارات صينية ضخمة في إثيوبيا، تشمل إنشاء مصفاة نفط ومحطات تكرير بطاقة 3.5 ملايين طن سنويًا، ومصانع أسمدة بقيمة 2.5 مليار دولار، متسائلًا عن مصادر تمويل هذه المشاريع “لدولة أنهكتها الديون وتخوض صراعًا مفتوحًا مع جيرانها”. وألمح الكاتب إلى دور إسرائيلي وإماراتي في دعم هذه التحركات ضمن “لعبة إقليمية معقدة لإعادة رسم التوازنات في البحر الأحمر والقرن الأفريقي”.
التحليل أشار أيضًا إلى أن التصعيد العسكري والاقتصادي الإثيوبي يتزامن مع خطاب سياسي أكثر حدة من رئيس الوزراء آبي أحمد، الذي وصف استقلال إريتريا بأنه “خطأ تاريخي”، فيما أعلن البرلمان الإثيوبي أن “البحر الأحمر ونهر النيل موارد أساسية لإثيوبيا”، وهي تصريحات وصفها الكاتب بأنها “تُجسّد نزعة توسعية واضحة ومحاولة إحياء حلم الإمبراطورية الإثيوبية القديمة”.
وحذّر مكاوي من أن سد النهضة أصبح “ورقة ضغط مزدوجة”، إذ لم يعد تهديده مقتصرًا على حجز المياه فحسب، بل يمكن استخدامه كـ“سلاح فيضانات صناعية مفتعلة” عبر تصريفات مائية غير منضبطة، كما أشارت تقارير سودانية ومصرية أخيرة اتهمت إثيوبيا بالتسبب في فيضانات متعمدة نتيجة سوء إدارة السد.
واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن التحركات الإثيوبية تمثل تحولًا استراتيجيًا خطيرًا، يستوجب من السودان ومصر وإريتريا العمل المشترك في المجالين الاستخباراتي والعسكري، إلى جانب تصعيد الجهود الدبلوماسية لكشف ما وصفه بـ“المخطط الإثيوبي المدعوم دوليًا لإعادة رسم خريطة النفوذ في وادي النيل والبحر الأحمر”.
وأضاف أن تسريبات “بلاك ميرور” تؤكد أن “الحروب الحديثة لم تعد تدار فقط بالطائرات المقاتلة، بل بالمعلومات التي أصبحت أخطر الأسلحة في معارك النفوذ بين الدول”.











