السرطان يهدد سكان ولاية الجزيرة :التفاصيل…
حذر رئيس جمعية الجزيرة الزراعية الاستشارية، د. بابكر حمد أحمد عوض الله، من الاستخدام غير المرشد للمبيدات الزراعية في ولاية الجزيرة، واعتبره سببًا رئيسيًا في انتشار السرطان بالمنطقة. جاء هذا التحذير في مذكرة بصدد رفعها إلى وزير الزراعة الاتحادي، ووزير زراعة ولاية الجزيرة، ومدراء مشاريع الجزيرة، وممثلي المزارعين ومنظمات المجتمع المدني.
وأشار د. بابكر إلى أن مستشفى الأورام والسرطان في ود مدني سجل أعلى حالات إصابة بالسرطان خلال عام 2015، حيث لم تتوفر أماكن كافية لاستقبال المرضى بسبب الأعداد الكبيرة. ولفت إلى أن نسبة الإصابة بالمرض ارتفعت بشكل ملحوظ في جنوب ووسط الجزيرة.
وأوضح أن معظم المبيدات الكيميائية المستخدمة، سواء كانت حشرية أو فطرية أو لمكافحة الحشائش، تحتوي على مركبات كربونية طويلة الأمد، ولها تأثير مسرطن في حال استخدامها بشكل غير مرشد أو تخزينها في ظروف غير ملائمة مثل درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية.
وأضاف أن كميات كبيرة من هذه المبيدات تم دفنها في فترة الثمانينيات في مواقع مختلفة حول مدينة الحصاحيصا وجنوب بركات ومناطق أخرى بعد أن أصبحت غير صالحة للاستعمال، مما يعرف بمقبرة المبيدات.
وكشف د. بابكر عن وجود كميات كبيرة من المبيدات الكيميائية في مخازن المشروع منذ عام 2009، بعد تطبيق قانون 2005 الذي أضر بالبنية التحتية للمشروع وأدى إلى غياب الرقابة والإدارة الفنية. وأدى ذلك إلى زيادة الآفات بشكل ملحوظ، حيث أظهرت تقارير البحوث الزراعية ظهور خمسين نوعًا جديدًا من الآفات لم تكن موجودة قبل عام 2005.
وأكد د. بابكر أن الجمعية قامت بحملة إرشادية في خمسة مناطق من المشروع للتوعية بمخاطر المبيدات وكيفية التصدي لها. ورفعت الجمعية توصية إلى المجلس الأعلى للمبيدات للتخلص من آلاف الأطنان من المبيدات الكيميائية بطريقة آمنة تمنع تأثيرها على الصحة العامة. وأكد على أهمية تجنب دفن المبيدات في التربة نظرًا لتلوث مياه الشرب والري، مشيرًا إلى ضرورة وجود إدارة فنية متخصصة للتطبيق الوقائي والإرشادي للحد من استخدام المبيدات الكيميائية بشكل مكثف.